نعم، مصر دولة عظيمة، بالشواهد الأثرية والتاريخية، وفى كل الرسائل السماوية، وبكل لغات العالم. فإلى كل عاشق يثق فى تأثير الحضارات، عليه أن يقرأ التاريخ، ليتأكد أن مصر، دولة عظيمة، التصق وجودها بوجود الكون، وصارت إمبراطورية، تصول وتجول علما وتنويرا وعسكريا واقتصاديا.
وإلى الذين يؤمنون بالكتب السماوية، إيمانًا عميقا، سيجد مصر دولة عظيمة، لا مثيل لها، فلم تُذكر دولة على وجه الأرض مئات المرات في الكتب المقدسة، مثلما ذكرت مصر، بالاسم الصريح "مصر" تارة، و"مصرى ومصريين" تارة ثانية، ووصل عدد ذكرها حوالى 698 منها 465 كلمة "مصر" و112 كلمة "مصرى" و670 مرة في العهد القديم، وذكرت مصر صراحة في القرآن الكريم خمس مرات، ونحو عشرين مرة أو أكثر بشكل ضمني عند الحديث عن فرعون موسى.
مصر دولة عظيمة، وأنا شخصيا عاشق لترابها، وبحبها بمشاكلها، وصعابها، قبل رخائها، وازدهارها، وأراها فريدة في كل شىء، ومنحها الله عبقرية التاريخ والجغرافيا، وعقول بشرية نثرت النور، وصدرت العلم في كافة التخصصات إلى الدنيا. وقد سافرت خارج مصر.. لم تبهرنى دولة، مثلما تبهرنى كنانة الأرض.. وكيف تبهرنى دولة أخرى، والله سبحانه وتعالى تجلى على أرض مصر، ليكلم رسوله موسى فى تأكيد على مكانة وقدسية هذا الوطن العظيم، من بين الأمم جميعاً.
وكيف لا تبهرنى، وهى التى توصلت إلى الضمير الإنساني قبل نزول الكتب السماوية بأكثر من 2000 عام كاملة، مثلما توصل العالم الأثرى الأمريكى، جيمس هنرى برستيد، بالأدلة والوثائق والشواهد الأثرية، ودونها فى كتابه الشهير "فجر الضمير".
وكيف لا تبهرنى وهى ملجأ كل مضطهد، وملاذ أمن لكل من يدخلها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، اختص جندها بالإشادة، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: حدثني عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة".
مصر دولة عظيمة، في الكتب السماوية، وفى الكتب والمراجع التاريخية، وعلى أقدم وأعظم الشواهد الأثرية، التي ترمز لأعظم حضارة عرفها الإنسان على هذا الكوكب، ومنارة علم عظيمة، أبهرت الدنيا فى الكيمياء والفلك والرياضيات.