في الوقت الذي التف فيه المصريون حول فريقهم الوطني يوم الجمعة الماضي لتشجيعه في مباراة مصر والسنغال، كان هناك عنصرا داعشيا يتسلل عبر الحدود المصرية في سيناء، معتمدا على ما هو معتقدهم القديم من أن هناك أوقاتا ينشغل فيها الجميع مثل وقت الإفطار في شهر رمضان، وأوقات المباريات المهمة التي يكون فيها فريقنا الوطني منافسا، وغيرها من الأوقات التي يترصدها المجرمون والقتلة والإرهابيون .
لكن المفاجأة هنا أن الجيش المصري الباسل كان يقظا واعيا، لم يغفل له جفن على الرغم من البرودة الشديدة في الطقس ناهيك عما كان عليه الجو في صحراء سيناء من ليل شديد البرودة، وعلى الرغم من توقيت المباراة المهم الذي انشغل فيه معظم المصريين، لم ينجح هذا الإرهابي في التسلل وتمت تصفيته .
لعلنا نتذكر جميعًا الجرائم الإرهابية البشعة التي راح ضحيتها ضباط وجنود مصريين غدرا في مذبحة رفح الأولى في سيناء يوم 5 أغسطس عام 2012، والذي راح ضحيته 16 ضابطا وجنديا، قتلوا وقت آذان المغرب في شهر رمضان، ثم مذبحة رفح الثانية في 15 أغسطس من عام 2013، والتي راح ضحيتها 25 شهيدا، ولم يكن هذان الحادثان فقط لكن أكثر من 45 حادثا إرهابيا تعرض له الجيش المصري حتى عام 2017، ومازال هدفا حتى الآن .
لكن الذي تغير ليس تربصهم بمصر وغدرهم وخيانتهم لها، لكن الذي تغير هو ما ذكرته في البداية من إحباط تسلل عنصرا واحدا في وقت من المفترض بالنسبة ليد الإرهاب هو وقت مثالي ينشغل فيه كل المصريون بما فيه الجيش، لكن هذا لم يحدث وخابت مؤامرتهم، وقتل هذا العنصر الخطر مصعب مطاوع، وهو يحاول الوصول لعناصر أخرى مختبئة في أوكارها كالفئران.
المفاجأة لم تكن فقط في يقظة الجيش المصري، ولكن في الدور الكبير الذي قامت به مجموعات من اتحاد قبائل سيناء، وحاصروا بعض المواقع التي يختبئ بها عناصر من داعش بمنطقة شيبانة جنوب شرق رفح واشتبكوا معهم وقتلوا ثلاثة إرهابيين وسلموا ثلاثة إلى الجيش المصرى، وهو ما يعني تعاونا وطنيا مخلصا ورائعا بين قبائل سيناء والجيش.
أما المفاجأة الثالثة، فهي أن هذا الإرهابي هو نجل مسئول الزكاة بحركة حماس جميل مطاوع، الذي يتولى جمع التبرعات والزكاة في خان يونس، وهو أيضا أبن شقيقة يحيي السنوار القيادي في حركة حماس ورئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، وهو ما يؤكد أن تنظيم داعش وحركة حماس وتنظيم جماعة الإخوان يجتمعون سويا على نفس الانحطاط والإجرام، ولا يفترقون في شيء، بل هم كيان واحد وإن اختلفت مسمياته، هذا لمن يرددون أن داعش تختلف عن الإخوان وحماس، لكن الحقيقة أن كلهم ملوثون وكلهم مجرمون وكلهم قتلة سافكوا دماء الأبرياء، والحقيقة أيضا أن هذا الفشل الذي منيوا به هو تطور هائل في أداء القوات المصرية الباسلة اليقظة لدورها الوطني الشجاع، الذي يستحق كل تقدير واحترام .