في ظل تسارع وتيرة ارتفاع الأسعار، وانتشار الغلاء على وقع الأزمات التي يعيشها العالم أجمع بعد جائحة كورونا والتوترات السياسية جراء حرب روسيا وأوكرانيا وما أحدثته تلك الأزمات من موجات تضخمية في غاية الخطورة، تأثيراتها على مستوى المعيشة والحياة صعبة وقاسية، إليك قارئ العزيز هذا الحلول السحرية لمواجهة الظروف الصعبة، وأولها اللجوء للخالق الذى بيده الأمر كله، فنعم عليك الأخذ بالأسباب من حيث ترشيد الاستهلاك والسعى الدؤوب للعمل، لكن لا تنسى أبد أن للرزق أسباب تجلبه، وأول هذه لأسباب الاستغفار والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات والنوافل، فقد قال جل شأنه: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا» .
وكذلك من الأسباب التي تجلب الرزق ويجب أن لا نتجاهلها خاصة أننا مقبلين على أيام مباركة في شهر رمضان الفضيل، هي "صلّة الرّحم وزيارة الأهل والأصدقاء، وتعويد اللسان على كثرة الحمد وشكر الله على نعمه التي لا تُعدُّ ولا تحصى باستمرار، مع التصدّق المستمر ولو بالقليل لأن الصدقة دائما ما تجلب كل خير، وفي المقابل، يجب أن لا ننسى أن هناك أيضا أسباب تمنع الرزق والبركة، منها عدم الأخذ بأسباب الرزق والعمل لتحصيله، وإتيان المعاصي والمحرّمات؛ والبخل والجشع وعدم حبّ الإنفاق والعطاء في سبيل الله تعالى، والتساهل في أكل المال الحرام؛ فإنّ المال الحرام غالبًا ما تُمحق منه البركة.
ومن المهم أيضا، قارئ العزيز، ونحن نتحدث عن الرزق وأهمية السعي نحو تحقيق البركة في حياتنا في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة وغلاء المعيشة، أن نعلم أن الرزق ليست منحصرًا في المال وحده، إنما يشمل جميع جوانب الحياة، فأجمل الأرزاق هى الستر والصحة ونور العقل والعلم وصفاء القلب وراحة البال وبر الوالدين، ومحبة الناس والقناعة.
وختاما، نحن نعلم أنّ كلّ شئ بيد الله مقسوم ومحدّد منذ ولادتنا، لهذا كلّ ما علينا الأخذ بأسباب الحياة من معيشة وعمل، واللّجوء لله تعالى بالدعاء والاستغفار، فاللّهم صُبّ علينا الخير صبًّا صبًّا ولا تجعل عيشنا كدًّا كدًّا..