"الحياة الزوجية"، ربما لا تستمر بشكل طبيعي، ويتخللها المشاكل، التي تنتهي بالانفصال، ولكن تتفاقم الأمور، عندما يكون هناك أطفالا بين المنفصلين، بمثابة القاسم المشترك بينهما.
في الأعم الأغلب، يدفع هؤلاء الأطفال، "فاتورة" عِند الأبوين بعد الانفصال، حيث يحاول كل طرف تشويه صورة الطرف الآخر أمام الأطفال، الذين يكونوا شاهدين على قصص "الشد والجذب والعناد"، فيظهر جيلا مشوهًا بفعل الأبوين.
بعد الانفصال، وذهاب الأطفال الصغار لوالدتهم، تبقى "الرؤية" مشكلة مستمرة، وخلافات دائمة لا تهدأ ولا تتوقف، تحاول بعض السيدات، صب جم غضبها على طليقها والانتقام منه من خلال منعه من رؤية الأطفال، أو تنفيذ أحكام الرؤية بشكل صعب، مثل عدم السماح له برؤية فلذات أكباده إلا عبر الانترنت "أون لاين"، فتموت المشاعر بين الآباء والأبناء، فيضحك الطرفين أمام أجهزة بلاستيك، ويتبادلون المشاعر من خلال عامل مساعد، فيفقد الأبناء الشعور بالدف والحنان، ويفقد الأب الشعور بالأبوة.
"الرؤية أون لاين"، لا تسمن ولا تغني من جوع، فالحضن غائب، و"طبطبة الأب على ابنه" غير حاضرة، ولمسات الأيادي مفقودة، هي مشاهد قاسية، تزيد الأب والابن ألمًا.
إذا كان هناك بعض السيدات، يمارسن ذلك، فهذا استثناء وليس قاعدة، فإنه على الشاطئ الآخر، يمارس بعض الرجال أفعالا قاسية، ولذة في الانتقام، بمنع النفقة والتراخي في سداد مصروفات الأبناء والاهتمام بدراستهم ومأكلهم وملبسهم.
ورغم أن هذه الحالات، موجودة على أرض الواقع، تلك القلوب، التي لا تعرف إلا الانتقام والقسوة، حتى لو كان على حساب الأبناء، فإن هناك أزواج أكثر حكمة وعقلانية، وهم الشريحة الأكبر، يتفاهمون في مصير الأبناء بعد الانفصال، يوفرون لفلذات الأكباد أجواء هادئة، فلا يشعرون بانفصال الأبويين، فلا خلافات ولا عراك، وإنما تفاهم وتقدير، من أجل مصلحة الصغار.