ما أحدثته الحلقة الأولى والثانية من مسلسل "الاختيار 3" من تأثير وتفاعل وتصدر لترندات مواقع التواصل الاجتماعى، يؤكد أننا أمام عمل فنى كبير يقدم رسالة موثقة تؤكد قطعا أن الفن قوة لا يستهان بها في توثيق التاريخ ونشر الحقائق وتفنيد الأكاذيب والافتراءات خاصة في ظل عصر الحداثة والسوشيال ميديا التي لا تراعى القيمة أو البحث عن الحقيقة، والتى أصبحت سلاحا قويا فى يد أعداء الوطن لتوظيفها لخدمة أغراضهم.
بل أقول، إن هذا التأثير والتفاعل الكبير من قبل المشاهدين في مصر والوطن العربى مع أحداث المسلسل، وتصدر تريندات الحلقات مواقع التواصل الاجتماعى يعد بمثابة إحياءً للقوة الناعمة المصرية من جديد، ليعلم العالم عظمة المصريين وتضحيات قواتنا المسلحة والشرطية من خلال بذل الدم فى سبيل الوحدة والبقاء.
نعم "السينما والدراما" سلاح خطير يجب استخدامه الاستخدام الأمثل في مواجهة الإرهاب الغاشم والخونة وحروب الجيل الرابع التي يئن منها العالم الآن، خاصة أن ما قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في إنتاج المسلسل جهد جبار، وهذا ظهر جليا في ضخامة وقوة الإنتاج، وبذل مجهودات كبيرة على كافة الأصعدة والمستويات لتوثيق الأحداث توثيقا عبقريا، والتفانى في دقة الصورة والإخراج مع عظمة ما يقدمه من رسائل وسط عبقرية نجوم كبار استطاعوا وباقتدار النجاح في أداء عملهم بكل إتقان وإخلاص، لنكون أمام عمل فنى محترم يجسد بطولات تكشف للأجيال الحالية والقادمة كيف كانت التحديات والمخاطر التى تحاك ضد الدولة المصرية؟، ويؤكد أيضا أننا على المسار الصحيح في استخدام سلاح القوة الناعمة المصرية بعد ما ضاعت خلال العقود الماضية.
والمتتبع لمدى تأثير ونجاح مسلسل الاختيار منذ الجزء الأول وحتى الجزء الثالث الذى يعرض الآن، يجد أن مصر تنجح بقوة واستحقاق فى استرداد الريادة الفنية من جديد بعد أن تم التفريط فيها لسنوات طوال، ويجد أيضا أن هناك رغبة حقيقية للمصريين لمعرفة ماذا حدث؟، خاصة بعد عبث الإعلام المعادى في الوعى المصرى بتزييف الحقائق وفبركة الأحداث ونشر الأكاذيب والافتراءات.
فتحية تقدير لصناع هذا العمل الفني المهم والعظيم، خاصة أننا لسنا أمام عمل درامى فحسب، إنما نحن أمام عمل بطولى في معركة من أخطر المعارك ألا وهى معركة الوعى، في ظل مؤامرة ما زالت مستمرة دائما ما يسعى أطرافها إلى إنجاح استراتيجية الفوضى الخلاقة والتزييف والتضليل.
وختاما نقول.. إن مواصلة النجاح فى الجزء الثالث لمسلسل الاختيار رسالة أمل تؤكد أن قوة مصر الناعمة ما زالت بخير، وأننا قادرون على توظيف هذا السلاح جيدا من كسب معركة الوعى من جديد، خاصة أن القوة الناعمة ليست بالأمر الهين، فدول العالم المتقدم دائما ما تحرص على التسلح بها وامتلاكها مهما كانت التكلفة، فهناك من الدول تستثمر مليارات الدولارات لصناعة نماذج مصادر قوة ناعمة، لخدمة مصلحتها الاقتصادية والاستراتيجية والإعلامية، ودبلوماسيتها الرشيقة..