الصادقون.. سيدنا أبو ذر الغفارى وقولة الحق

نضرب دائما المثل بسيدنا أبى ذر الغفارى فى صدقه، وفى قوله الحق مهما كانت الظروف، ومهما تغيرت الأحوال، فهو صحابى جليل كانت لديه كلمة حق قالها، وموقف تبناه ودفع ثمنه للنهاية. ومما يذكر فى سيرة سيدنا أبى ذر الغفارى أن رجلًا ملثمًا استئذن فى الدخول، وكان أبو ذر الغفارى يصلى، فلما سلم كشف الرجل عن وجهه وقال: يا أبا ذر: بعث إليك أمير الشام بثلاثمائة دينار استعن بها على قضاء حاجتك، فصمت أبو ذر قليلا كى يعرف أين يوجه كلماته وقال مخاطبًا الرجل: أما وجد أمير الشام عبداً لله أهون عليه منى.. أن تعرف أين تقف وفى أى جانب تنتمى فهذا هو المهم فى حياتك، وعندما لا تسقط صريع الجاه والسلطان فقد امتلكت قلبك، وعندما تملك قلبك يكتمل إيمانك. لقد اتسعت الدولة الإسلامية وتحولت إلى إمبراطورية ممتدة الأطراف يحكمها رجل تخجل منه الملائكة، لكن البشر لا يخجلون، خاصة لو كانوا ذوى قربى يرون أن الدولة قد دانت لهم وأتت أكلها، وحان قطف ثمرتها، وأمير المؤمنين ابن عمهم رجل يملأ القرآن قلبه ويعمره لكن السياسة لم تفسد روحه ولم تلوثه فلم يدرك ما يضمره الأقرباء، وهم على قدم إسلامهم حديثو عهد بالدين وأقرب للعصبية ولم يستقر الإسلام فى قلوبهم بعد، يتربصون كى يحولوها إلى ملك عضود، حتى لو كان الضحية رجل فى ورع وتقوى وإيمان الخليفة الطيب "عثمان بن عفان". هنا أدرك أبو ذر الغفارى أن الأمور تفلت من نصابها، وأن الأغنياء سوف يزدادون غنى والفقراء سوف يزدادون فقرًا، والدولة مترامية الأطراف ستنسى هؤلاء البسطاء الذين لن يكون لهم ظل، لأن الشمس لن تمر بدورهم أبدا، فوهب نفسه للدفاع عنهم، وهو يعرف أن كتبة التاريخ لن ينصفوه. وكما يكون المدافعون عن الحق غالبا، كان أبو ذر رجلا نحيفا طويلا أسمر اللون يقترب لونه من تراب الأرض، ولما كثر قوله نفوه من مدينة رسول الله إلى "الربذة" وظل فيها حتى توفاه الله فى سنة 31 هجرية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;