حق منتخب مصر لن يضيع، وسنسعى بكل ما أوتينا من قوة لإعادة حق الفراعنة المسلوب في مباراة السنغال المؤهلة لكأس العالم التي لم تكن مجرد مباراة في كرة القدم، وإنما تحولت إلى ما أشبه بالوحل الذى يندى الجبين، وإلى ما لا يرقى بأى حال من الأحوال إلى طبيعة الرياضة القائمة على الأخلاق واحترام المنافس داخل وخارج الملعب، إلا أن ما حدث مع الفراعنة في داكار على عكس ذلك تماما.
ما فعله جمهور السنغال الثلاثاء الماضى ضد منتخب مصر، كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فما حدث يبدو معه وكأنه ليس تصرفات اعتباطية وليدة الموقف أو اللحظة أو نتاج الحماس الزائد لمنتخب بلادهم، وإنما خطة إرهاب محكمة بتسلسل زمنى متعاقب المواقف في محاولة للضغط على اللاعبين وبث الرعب في نفوسهم على حياتهم، بداية من الاعتداء على الجماهير المصرية والعربية خارج الملعب قبل المباراة ثم التهجم على حافلة المنتخب الوطنى بالحجارة وتهشم الزجاج الأمامى وإصابة أحد المرافقين في الوجه، وقبل ذلك تعمد تأخير وصول اللاعبين إلى ملعب المباراة بسبب زحام مصطنع من الجماهير طوال الطريق المؤدى إلى الاستاد.. ووصل الأمر مداه داخل الملعب بإلقاء الزجاجات ورمى الحجارة على اللاعبين أثناء الإحماء وخلال المباراة، وأظهرت الكاميرات الشناوى وهو يُقذف بالزجاجات، وتكرر ذلك في ركلات الترجيح ومعها الليزر عليه وعلى محمد صلاح، وحدث ولا حرج عن العنصرية التي تعامل بها محمد صلاح رغم أن الأفارقة أكثر من يعانون ويشتكون حول العالم من ممارسة العنصرية ضدهم في كرة القدم وغيرها من مجالات الحياة !.
ما فعله جمهور السنغال لم يكن خفيا، بل تم تداوله في كافة وسائل الإعلام العالمية وعبر مواقع السوشيال ميديا المحتفلة، وأدان الجميع هذه التصرفات التي لا تمت للرياضة بصلة وتتجاوز المبادئ التي بنى على أساسها كرة القدم وتتبناها كافة منظوماتها الرسمية على رأسها البيت الكبير "فيفا" وراعى الكرة الأفريقية "كاف".
وإذا لم يتدخل فيفا هنا وأعاد المباراة وفرض حزمة من العقوبات ضد السنغال، يعتبر شريكا أساسيا فيما حدث وسيتسبب في تشجيع جميع الجماهير في أن تفعل كما فعلت جماهير السنغال، وبالتالي سيكون القادم أسوأ في أفريقيا وغير أفريقيا، طالما لم يكن هناك عقاب رادع لكل من تسول له نفسه مخالفة النظام والقواعد الانضباطية المعمول بها في كل عالم كرة القدم.