دائما يظهر الأخ والصديق الوفى وقت الازمة والشدة ليس بين الافراد فقط ولكن أيضا بين الدول خاصة والتى ترتبط بروابط تاريخية راسخة وعلاقات متجذرة بين الشعبين وهذا ما ظهر جليا خلال الأيام الماضية من المملكة العربية السعودية حين أودعت المملكة 5 مليارات دولار لدى البنك المركزى المصرى كوديعة لتصل إجمالى الودائع السعودية الى نحو 10 مليارات دولار بالإضافة الى توقيع اتفاقية بين صندوق مصر السيادى وصندوق الاستثمارات العامة السعودى لجذب استثمارات سعودية سريعة لمصر بنحو 10 مليارات دولار وذلك لتخفيف الضغوط الشديدة على الاقتصاد المصرى الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية بجانب إقامة حزمة من المشروعات السعودية فى مصر.
وهذه الخطوة الكريمة من المملكة العربية السعودية لشقيقتها مصر كانت بتعليمات من الملك سلمان بن عبد العزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان بارك الله لهما وهى حبا فى الشعب المصرى واحتراما لقيادته وتميز الروابط الخاصة بين الشعبين الشقيقين وتقديرا لدور مصر ومكانتها الإقليمية والدولية وعرفانا وامتنانا لما قدمته الدولة المصرية على مدار تاريخها للملكة العربية السعودية والأشقاء العرب عامة فى جميع المجالات وعلى كل المستويات
وتؤكد صفحات التاريخ مدى عمق العلاقات والروابط المصرية السعودية والتصاهر بينهما سواء على مستوى القيادات الحاكمة فى الدولتين أو على المستوى الشعبى ومدى التقارب والتشابه فى التوجهات السياسية نحو أغلب القضايا العربية والإسلامية والدولية وأنهما قطب العلاقات فى المنطقة العربية والشرق الأوسط ودائما تتسم العلاقات المصرية السعودية بالقوة والاستمرارية وندعو الله أن يأتى الزمن الذى يرتبط فيه العالم العربى والخليجى والإسلامى فى كيان واحد مشترك سياسيا واقتصاديا وعسكريا ليقف وجه أى كيان خارجى وقوى الاستعمار الذين دائما يسطون على مقدرات الشعوب العربية واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها لتظل دائما فى العالم الثالث.