والله أنى أحب الصيف.. يدفعنى إلى ذلك الكثير من الأسباب، هو أن صدرى و ضلوعى يطمئنان له، ففي الصيف هناك دفئا تستأنس به الصدور، و تطمئن له ضلوع الجسد، وفى الصيف محبة يتفق فيها الجسد مع شعور كره المرض، فيلفظ الجسد أمراض عدة أهمها البرد و أمراض الشتاء الكئيبة والشهيرة والمتواصلة، والتي " تكلبش" في النفوس فلا تتركها إلا بشمس حارقة فى لحظات الصيف المبدعة.
والله أنى أحب الصيف.. لأننا نترك مخادعنا ونخرج، وفى الخروج أشكال تبدأ بالخروج إلى " صالة المنزل"، وحتى الخروج في الشوارع، وفى الصيف يمتد الخروج إلى ساعات في المساء كلا حسب طاقته، بدلا من " قفلة" الشتاء التي تأتى مع آذان المغرب، وفى الصيف يمتد اليوم و فيه " بركة وسعي"، عكس الشتاء بما فيه من خمول وكسل و اكتئاب وقلق.
والله أنى أحب الصيف.. لأنه يأخذ بأجسادنا و أطنان الدهون المتراكمة من أكل الشتاء، فيذهب بها إلى الشمس و أسلوبها في حرق تلك الدهون، وكما يهرب بتلك الأجساد الثقيلة، فهو أيضا يخفف عنا عبء الملابس الثقيلة و الطبقات المتراكمة في الملابس، ففي الصيف يكفيك طبقة أو طبقتين من ملابس مخففة، تساعدك على حركة أكثر، وكما نقول " في الحركة بركة"، ففي الصيف حرية الجسد و التخفف من قيود شكلية متزايدة في الشتاء.
و الله أنى أحب الصيف .. لأنه موسما للألوان الزاهية، وأوانا للورود المشرقة، ووسيلة لليالي الصيف المتلألئة، وفيه وسع وبراح وحركة و سعى و عمل، ولو أن الصيف كان دون " عرق" و ما ينتج عنه، لأصبح درة مواسم السنة بلا منازع، ولكنه في النهاية هو الشهر الأحب و فيه كل شيء مميز و جميل ومبهج و فيه دوافع كبيرة للأحداث العظيمة.