كيف يمر تطاول القاتل عبود الزمر على الزعيم جمال عبدالناصر هكذا مرور اللئام؟ كيف لم يضرب مسؤول أو وطنى غيور على يده ويقول له اخرس، أنت آخر من يتكلم يا طليعة الإرهابيين، هل نسيت نفسك وتاريخك الدامى وجرائمك فى حق الوطن؟! هل نسيت مؤامرتك فى تأسيس جماعة الجهاد واغتيال الرئيس السادات؟ أم صدقت أنك أصبحت شيخا عالما وصاحب رأى، لمجرد أنك تطلق لحيتك وتصبغها بالحناء، ويلتم حولك الواغش والسقط يسمعون تفاصيل مؤامراتك القديمة ويعتبرونك من المناضلين!!
مالك أنت وإطلاق أسماء الزعماء على القطع البحرية العسكرية؟ هل أغاظك كثيرا أن اسم الرئيس الراحل عبدالناصر على أول حاملة مروحيات تمتلكها مصر، فما قولك إذن فى تسمية ثانى حاملات المروحيات باسم الرئيس الشهيد أنور السادات؟ أم أنك تقدم لنفسك حتى تهاجم بضرواة تسمية الحاملة الثانية باسم السادات الذى اغتاله القتلة الفجرة؟ اعرف يا هذا بتاريخك الأسود فى عداء الوطن والعمل على تقويضه، أنك ستظل موصوما بجريمتك فى التخطيط والاشتراك باغتيال السادات مدى الحياة كما ستظل ملعونا بها بعد هلاكك القريب إن شاء الله، وما الجماعة الإسلامية أو حزبك المزعوم البناء والتنمية إلا كيانات إرهابية معدومة الأثر وعالة على الدولة المدنية الديمقراطية التى نرجوها، دولة يسود فيها القانون لا التنظيمات السرية، ويتقدم فيها الفكر لا التطرف الأعمى وتزدهر فيها الثقافة والفنون لا الخرافات والأمراض النفسية المستعصية.
لا أستطيع إلقاء اللوم على ثورة 25 يناير، لأن لسانك طال بعدها وخطرك استفحل وقواعدك تأسست من جديد، فالثورة كانت غطاء للثعابين والأفاقين والعملاء واللصوص والمجرمين السابقين ولم تكن بظاهرها الذى صدقه الشعب المتعطش للحرية، كما أن ما تلاها من سنوات الفوضى وصعود الإخوان المجرمين سمح بإفساح المجال لأمثالك ليصبحوا نجوم وسائل الإعلام ومؤسسى أحزاب سياسية ورعاة للجماعات السرية المتطرفة التى تتلقى الدعم الخارجى لتدمير البلد، فأصبحت تظهر على صفحات الصحف بدل أن تتوارى خجلا وتحضر العرض العسكرى وسط القتلة والمتطرفين، بينما قيادات القوات المسلحة غائبون عن المشهد وصاحب الانتصار التاريخى يتألم فى قبره!!
الواضح أنك ما زلت تعيش لحظة اقتحام السجون ولحظة تجمع أبناء عائلتك وبسطاء قريتك ناهيا لحظة إطلاق سراحك، وظننت أنك تحولت إلى بطل شعبى ووقفت تخطب فى الحاضرين، وتعدد المطالب أمام وسائل الإعلام الحاضرة، حتى أنك أعلنت بجرأة غريبة أنك لن تترشح للبرلمان أو لرئاسة الجمهورية، الأمر الذى يكشف إلى أى حد قد أصبت بجنون العظمة وتضخم الذات والانفصال عن الواقع.
لكننى أطمئنك بأن هذه المرحلة زالت إلى غير رجعة بعد أن كشفت حقيقة الخونة والعملاء، وبعد أن أيقظت الشعب الغافل، وبعد أن تعلمنا جميعا درس الحفاظ على الدولة المصرية، دولة المؤسسات لا دولة المليشيات والجماعات، دولة الأزهر والتدين السمح الوسطى لا دولة محمد عبدالسلام فرج وخالد الإسلامبولى وصالح سرية.
أطمئنك حتى يسود وجهك من الغيظ وتغص روحك فى حلقك بأن مرحلة الفوضى التى سمحت بظهورك المشؤوم فى حوارات صحفية تتحدث فيها بافتخار عن جريمة قتل الرئيس السادات قد انتهت ولن تتكرر، وأن استعراضك بإنشاء حزب يضم قيادات تنظيم الجهاد الإرهابى لن تتحقق أبدا، وأن حزب الجماعة الإسلامية الذى تأسس فى غفلة من الزمن لن يكتب له طول البقاء، لأنه حزب ضرار وحاضن للتطرف والخروج على مؤسسات الدولة.