لو أن هناك مسابقة عالمية فى "الكذب" لحصلت فيها جماعة الإخوان على المركز الأول بجدارة، ولو أن هناك جائزة دولية فى "صناعة الضلال" لحصدتها الجماعة على مدى قرن كامل على التوالى.
الكذب والافتراءات وقلب الحقائق، جميعها "منهج معتمد" لدى هذه الجماعة المشبوهة، التى تتنفس كذباً، دون أن تراعى أو تلتفت لحجم التناقض الذى تعيشه!.
هى جماعة تعتمد على ضعف "ذاكرة الشعوب"، والقدرة الفائقة على استخدام فكرة "الجهاد" فى دعم مشروع الكذب ومخططات الضلال.
فى اعتقادى أن المقاطع التوثيقية التى كشف عنها مسلسل "الاختيار 3"، المتضمنة تأكيداً من القيادى الإخوانى خيرت الشاطر بأنهم ليسوا ضد "مشروع إسرائيل"، وأنه فى حالة وقوع ثورة جياع فى مصر فإنها ستكون ضد مصالح إسرائيل، هى مقاطع جسدت منهج الجماعة فى التعامل مع إسرائيل منذ عام 1948، وحتى اليوم.
حتى وصول "الإخوان" إلى حكم مصر فى يونيو 2012 كانت القضية الفلسطينية هى محور عملهم على مدى سبعة عقود. كم من حناجر هتفت وأموال جُمعت من أجل القضية، برعاية من التنظيم.
ليس الجهاد هو الهدف بقدر ما هو استخدام لظاهر كلمة "الجهاد" لإثارة مشاعر المسلمين فى بقاع الأرض، كانت "فلسطين" هى كلمة السر التى غازل بها الإخوان حماس الشباب، وخططوا لجرائمهم الكبرى فى "صناعة الضلال".
لعل أبرز ما تحدث عنه على عشماوى -أحد قادة التنظيم الخاص- فى مذكراته حول "الجهاد والكفاح المسلح عند الإخوان" قوله: "لقد حذر الرسول، صلى الله عليه وسلم، من عدم الإخلاص فى الجهاد، وبين أن من قاتل لهدف غير الإسلام أو لجاه أو لمال.. كل ذلك مردود وغير مقبول عند الله. آن للإخوان أن يتحدثوا باستفاضة عن الجهاد عندهم، وهل يكون من داخل الحكومة المسلمة أم يكون عملاً فردياً؟!.. الإخوان سحروا الشباب بالحديث عن الجهاد، ولما طال الأمد ولم يجاهدوا بدأوا يمارسونه ممارسة خاطئة، أن يذهب نفر من المحسوبين على الإسلام فينسف مدناً آمنة هرباً من مواجهة الجيوش فى المعارك، فهذا عمل جبان خارج عن قواعد الدين". (التاريخ السرى لجماعة الإخوان، على عشماوي)
"عشماوى" يرى أن الإخوان هم أصحاب الفضل فى تقديم أسلوب جديد لما سموه "الكفاح ضد الغزاة" وهو استخدام السيارات "المفخخة"، فيقول: "الأسلوب الآخر هو السيارات المفخخة، والتى تستعمل حتى الآن لإرهاب الناس وقتلهم رجالاً ونساء وأطفالاً، هذه الطريقة وهذا الأسلوب يستعمل الآن فيما يسمى الكفاح ضد الغزاة.. وزعزعة الأرض تحت أقدام الحكام. لقد ابتكره أحد أقسام الإخوان وهو قسم الوحدات الذى يشرف عليه صلاح شادى، فقام بتفجير عربة محملة بالمتفجرات فى حارة اليهود بالقاهرة فى 5/6/1948، ثم أتبعها بتفجير عربة يد أخرى فى نفس المكان وهو حارة اليهود فى 19/7/1948، وقد كان هذا فى شهر رمضان، وقد قتل فى هذا الحادث مفجر العربة وعدد من المارة الذين لا حول لهم ولا قوة، إلا أنهم يمرون فى نفس الشارع المفروض أن يكون آمناً. والغريب أن أحمد عادل كمال، وهو من قيادات النظام الخاص فى ذلك الوقت قال: "كان الرأى العام يدرك أن الإخوان هم أصحاب هذا النوع من العمليات، وكان كبير الثقة بالإخوان حتى إنه حين تقع حادثة ليست على المستوى كان يدرك أنها ليست من صنع الإخوان"، وهكذا كان مثل هذا العمل الآثم محل فخر من الإخوان.
"عشماوى" يختتم شهادته بقوله: "الحقيقة أننى حين قررت أن أكتب فى الجهاد من وجهة النظر الإسلامية، وجدتنى وكأننى أمشى على الشوك أتلمس خطاى ببطء، فطالما أجلت الحديث فى هذا الأمر لأننى سوف أغضب الكثيرين الذين تعلموا من الجهاد معاملة خاطئة من وجهة نظرى، فالجهاد هو البلورة التى يغازل بها الإخوان عيون الشباب المملوء بالحماس والاندفاع، وهو موضوع الساعة وكل ساعة، هو الذى أرغم الشباب على السمع والطاعة دون تفكير أو روي".
على مدى قرن من الزمان، روج الإخوان المسلمون لفكرة "الجهاد"، وأنهم استطاعوا أن يسطروا صفحات مضيئة فى عمليات القتال ضد أعداء الأمة.. فى الداخل والخارج، ولكن الواقع بالوثائق -وبشهادات قادة الإخوان أنفسهم- يثبت أن مثل هذا الترويج هو مجرد أوهام صنعتها المنابر والمنشورات والقصص الخيالية.!
للتواصل:
[email protected]