الحفر وبلاعات الصرف الصحي، باتت أحد الشواهد البارزة في شوارع الجيزة، سواء في المناطق الراقية أو الشعبية، لدرجة صار يشتكي معها مالكو السيارات، بعدما باتت الشوارع "الجانبية" خارج خطط الرصف، وتحولت الحركة والتنقل فيها إلى عبء كبير، نتيجة الحفر الضخمة، التى أصبحت علامة مميزة، وماركة مسجلة، داخل أحياء الدقي والعجوزة والهرم وفيصل، وأغلب مراكز و مدن محافظة الجيزة.
الحفر الموجودة في الشوارع الجانبية أظن أن سببها الأساسي مرتبط بمقاولين الأحياء، الذين تسند لهم العديد من المهام الإنشائية والبنائية، نظير عقود سنوية متفق عليها، جزء منها عمليات الرصف، التي تأتي الشوارع القصيرة والجانبية في مرتبة متأخرة منها، ولو حتى لو كانت موجودة في خطة الرصف، فإن ضعف الرقابة والمتابعة يتسببان بصورة واضحة في أن الأعمال التي تتم لا تخرج بالشكل المنتظر، أو كما يجب أن تكون، فدائما ما نجد أماكن البلاعات بارزة وواضحة بعد أعمال الرصف، وتتحول مع مرور الوقت إلى مطب ضخم، يفسد التحرك في الشارع بالصورة المطلوبة.
جزء هام في قضية رصف الشوارع الجانبية في محافظة الجيزة مرتبط بتقصير إدارة السرفيس، في متابعة خط سير سيارات الركاب والأجرة "الميكروباص"، التي باتت تعبث وتتحرك وسط الشوارع الجانبية بحرية كاملة وتدمر البنية الأساسية للشوارع، وتخلق زحام كبير، وتفسد الطرق، التي بالطبع لا تتحمل سير هذه النوعية من المركبات بصورة يومية، ولعل شوارع الحسين والأنصار وإيران في الدقي أكبر دليل على غياب سرفيس الجيزة عن المشهد، فقد تحولت تلك الشوارع من مناطق راقية هادئة، إلى عشوائية لا يمكن للمارة ارتيادها أو التحرك فيها، خاصة لو كنت ربا لأسرة وتصطحب معك أطفالا صغارا، لن تستطع السير على الأقدام، من هول ما ترى من سلوكيات عشوائية لسائقي الميكروباص، الذين يسيرون بسرعات جنونية في الشوارع الداخلية، وهذا أمر غير مقبول شكلاً وموضوعا.
لا أعرف السبب وراء كم السيارات التي تتحرك يومياً داخل شوارع الدقي والمهندسين الجانبية، خاصة في توقيتات قبل الإفطار بساعة أو ساعتين، وكيف أغمض مسئول إدارة السرفيس عينيه عن كل هذه المخالفات، التي تتم بصورة يومية، وباتت أبرز نتائجها تدمير البنية الإنشائية للشوارع، وتعميق الحفر بالشوارع بشكل يدعو إلى ضرورة التدخل العاجل لإصلاحها، بعدما باتت أشبه بمدقات الطرق الصحراوية، التي تحتاج إلى مناورات خاصة وفنون متعددة للسير عليها.
النداء للواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، لتنفيذ خطة موسعة لإصلاح الطرق في الشوارع الجانبية، و إعادتها لطبيعتها، وتوجيه رؤساء الأحياء بالمتابعة الميدانية المستمرة لأعمال الرصف والإصلاح، وتحديد سقف زمني لإنهاء هذه المهمة، والبداية من المناطق غير المزدحمة كتجربة، يتم البناء عليها والاستمرار فيها، مع توجيه إدارة السرفيس في المحافظة بإلزام سيارات النقل والأجرة التحرك في خطوط السير المحددة، وتوقيفها وإلزامها بغرامات كبيرة حال المخالفة، ومتابعة الموظفين المسئولين عن ذلك في المواقف الرئيسية، وأظن أنهم سبب رئيسي، وشريك بإغماض العين في هذه الجريمة، التي تتم بالشوارع الجانبية، لذلك أتصور أن الوقت مناسب للمحاسبة والرقابة بصورة تكفل الحفاظ على الشوراع كممتلكات عامة، وخدمة المواطن في الجمهورية الجديدة، التي عنوانها جودة الخدمة والحياة الكريمة.