حكايات الفنان سمير صبرى

أنا من جمهور الإذاعة، ولا أمل من متابعتها، وأدين لها بفضل كبير فى تنمية مداركى وثقافتى منذ أن كنت طفلا صغيرا يحتضن الراديو الكبير ماركة «فيليبس» فى دارنا، ويقلب مؤشراته على موجات البرنامج العام والشرق الأوسط وصوت العرب والشعب والبرنامج الثانى، ولم يغادرنى بعد شوق الانتظار لمسلسل الخامسة والربع على البرنامج العام، والاستمتاع فى رمضان بصوت الشيخ محمد رفعت قبل الأذان، وصوت السيد النقشبندى: «الله يا الله» فور أذان المغرب، والاستماع إلى المسلسل المذاع على «البرنامج العام» و«ألف ليلة وليلة» و«الفوازير»، والبرامج الحوارية التى تمتلئ بالإثارة والمعرفة. فى رمضان الجارى كان موعدى مع الفنان سمير صبرى فى عملين، الأول مسلسل عن ليلى مراد لعب بطولته مع الفنانة يسرا، وبالرغم من أنه معاد إلا أنه جذبنى بشدة، أما العمل الثانى فهو برنامج «حكايتى مع» وهو البرنامج الذى لا أبالغ فى القول إن الإذاعة سجلت به تفوقا على التليفزيون، فالمستمع إليه يجد نفسه مع نحو عشر دقائق من الإثارة الجميلة بحكى يشمل جوانب معرفية جذابة، ولهذا فإننا أمام برنامج رائع فى مجاله، برنامج مسلى ولكن بعمق، برنامج ليس للتسلية الفارغة كبرامج نجدها فى التليفزيون ومصروف عليها ملايين، وتقف على دعاية هائلة.

وسمير صبرى وكما هو معروف، فنان متعدد المواهب، ممثل، مغنى، مقدم برامج وهو أول من قدم «التوك شو» فى مصر عبر برنامجه الرائع «النادى الدولى» الذى قدمه التليفزيون المصرى، وبالطبع فإن «توك شو» النادى الدولى كان له مذاق جميل وعميق يتفوق بمراحل عما نراه الآن.

فى برنامج حكايتى مع نستمع إلى سمير الحكاء، ولأنه وكما أعرف، مثقف رفيع، وقارئ جيد للتاريخ والأدب، ولأنه عاصر أجيالا فنية وثقافية كثيرة بدءا من ستينيات القرن الماضى، جاءت حكاياته جذابة وعميقة وابنة تجربته، ولهذا تشعر فيها بمتعة معرفة أسرار لم يتم الكشف عنها من قبل، وقيمتها فى أنه كواحد من أطرافها هو الذى يكشف عنها براويته لها.

استطاع سمير من اليوم الأول لبرنامجه أن يجذبنى بطريقته التى تعتمد أحيانا على السرد المزود بأداء تمثيلى صوتى، فوجدت نفسى أسيرا لـ«حكايتى مع»، أنتظره صباحا بشوق كبير، وأتخيل شخصيات حكاياته أثناء وقوعها، فأعظم ما تفعله برامج الإذاعة أنها تنمى خيال المستمع، تنشط خياله فى رسم صورة الحبيب الذى تغنى له أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وفيروز وشادية ونجاة وفايزة أحمد وعلى الحجار وعمرو دياب ومحمد منير ومحمد الحلو، وتنمى الخيال فى تصور طبيعة وإيقاع الحياة لحوار يدور فى مسلسل.

فى حكاياته عرفنا أسرارا كثيرة وطريفة كان هو طرفها وصانعها فى بعض الأحيان، أضحكنى كثيرا وهو يحكى عن الموسيقار الكبير سيد مكاوى حين فاجأه وهو يغنى فى أحد الأفراح أغنية له: «يا سمير فين الفلو ؟»، رد سمير: «فلو إيه؟» فرد سيد: «الفلو يعنى الفلوس يا سمير، مش أنت بتغنى أغنيتى»، وعرفت صداقته الكبيرة منذ الصغر مع عمار الشريعى لوجود صداقة تربط والديهما، أما حكايته مع ليلى مراد فتأخذنا إلى حيث الجمال والرقة والرومانسية لهذه الفنانة العظيمة التى أجبرها على الغناء حين فوجئ بوجودها فى أحد الأفراح وكان هو يغنى فيها.

حكى مواقف كثيرة جمعته مع الفنان عبد الحليم حافظ، والفنان محمد عبد الوهاب، والفنان الكبير فريد شوقى الذى لعب مع بطولة فيلميه «ومضى قطار العمر» و«بالوالدين إحسانا»، وكشف عن أنه هو من اقترح اسم «ومضى قطار العمر» فانبهر فريد شوقى باقتراحه وأخذه على الفور، وحكى عن المخرج حسين كمال وفيلمه «أبى فوق الشجرة» بطولة عبد الحليم حافظ ونادية لطفى وميرفت أمين، وكيف برع فى تصوير أغنية «دوقوا الشماسى».

حكايات سمير صبرى لا تنتهى، وليته يجمعها فى كتاب



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;