لا شك أن المشروعات القومية التي تنفذها الدولة المصرية منذ عام 2014 وحتى الآن، تؤكد على الإصرار للوصول للعالمية وتصحيح المسار الخاطئ التي كانت تتبعه الأنظمة السابقة، ومعالجة حقيقية لإشكاليات كان يخشى أصحاب القرار في العهود السابقة من الاقتراب إليها، فسيناء أرض الفيروز، التي حباها الله بأنعم لا تعد ولا تحصى، ورغم ذلك كانت مهملة من النظام السابق، إلا أن قرار التطوير والتنمية الحقيقية، كان هو السلاح الوحيد لمجابهة الإرهاب ووضع مصر على قوائم الدول الأكثر جذبا للسياحة الدينية بمختلف دول العالم.
وتتميز سيناء بتضمنها مشروعات عديدة، كلها تصلح لأن تضع المنطقة بالكامل على قائمة الأماكن الأكثر جذبا في العالم، وجاء مشروع التجلى الأعظم ليمثل نقطة البداية لتطوير منطقة سانت كاترين، ومن المقرر أن يكون المشروع الأكبر على مستوى العالم كمشروع سياحى لجذب السياحة الدينية فى مصر، نظرا لأن مدينة سانت كاترين تتمتع بقيمة تاريخية وروحانية كبيرة وتعد ملتقى للديانات السماوية الثلاث ما يكسبها أهمية بالغة ويجعلها وجهة سياحية لجميع السائحين من أنحاء العالم.
واهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالمتابعة الدورية لكافة إجراءات هذا المشروع والموقف التنفيذي وحرصه الدائم على تكليف الحكومة بتذليل كافة العقبات والإشكاليات التي تقف أمامه، يؤكد أهمية هذا المشروع على المستوى المحلى والعالمى، بالإضافة إلى نقطة هامة وهى أن هذا المشروع سيكون المقصد السياحى الأبرز خلال استضافة مصر لقمة المناخ.
وجاءت تكليفات الرئيس السيسى رئيس الجمهورية للحكومة، بالاهتمام بكل التفاصيل التنفيذية للمشروع اتساقًا مع مكانة تلك البقعة المقدسة من أرض مصر التى شرفها الله بالتجلى فيها، ولتقديمها للإنسانية والشعوب فى أنحاء العالم على النحو الذى يليق بها تقديرًا لقيمتها الروحية الفريدة التى تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة، كما وجه أن يتكامل المشروع مع جهود تطوير مدينة سانت كاترين ووضعها بمكانتها اللائقة التى تستحقها، وكذا تعظيم الاستفادة من المقومات السياحية بها، أثريا وبيئيا ودينيا واستشفائيا، بالإضافة إلى الارتقاء بكل المبانى والمرافق المتواجدة بها.
ويعد موقع مشروع التجلى الأعظم بمدينة سانت كاترين، مكان فريد من نوعه على مستوى العالم، حيث تجلى المولى سبحانه وتعالى به، ويهدف المشروع إلى إنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، فى ضوء المكانة العظيمة التى تتمتع بها مدينة سانت كاترين، وتمثل مقصدا للسياحة بأنواعها.
ونظرا لأهمية المشروع، فقدرت تكلفة المرحلة الأولى من المشروع نحو 4 مليارات جنيه، كما زار وزير الإسكان، الدكتور عاصم الجزار مشروع التجلى الأعظم، أكثر من 4 زيارات متتالية في شهر واحد.
ويعد مشروع التجلى الأعظم، واحد من مئات المشروعات التي تنفذها الدولة داخل سيناء، لإحداث نهضة حقيقية وتنمية غير مسبوقة داخل أرض الفيروز، فتخطت إجمالي الاستثمارات داخل سيناء مبلغ الـ، 600 مليار جنيه، وبلغ نصيب وزارة الإسكان من تلك الإستثمارات نحو 20 مليار جنيه، شملت تلك المبالغ مشروعات طرق وبنية تحتية ومحطات تحلية، وبيوت بدوية، ومزارع سمكية، ويشمل مشروع التجلى الأعظم تنفيذ 14 مشروعًا وهى «تطوير النزل البيئى القائم - إنشاء النزل البيئى الجديد - إنشاء ساحة السلام - إنشاء الفندق الجبلى - إنشاء مركز الزوار الجديد - إنشاء المجمع الإدارى الجديد - تطوير المنطقة السياحية - تطوير مركز البلدة التراثية - تطوير منطقة إسكان البدو - تطوير وادى الدير - إنشاء المنطقة السكنية الجديدة - إنشاء المنطقة السياحية الجديدة - شبكة الطرق والمرافق - الوقاية من أخطار السيول» ومن هنا نستطيع الجزم بأن مشروع التجلى الأعظم هو الخطوة الأولى للوصول للعالمية.