مما لا شك فيه أن العالم أجمع يتابع لحظة بلحظة، وبشغف كامل، مراحل تطوير المتحف المصرى الكبير، والذى يعد من أكبر الصروح الثقافية فى العالم، حيث يكون الزوار على موعد مع أكثر من 50 ألف قطعة أثرية سيتم عرضها فى افتتاحه، تضم تلك القطع جميع مقتنيات الملك توت عنخ آمون بشكل كامل لأول مرة، حيث سيرى الجمهور أكثر من 5 آلاف قطعة تحف الملك الذهبي، طبقًا لسيناريو عرض متحفي موافقًا لأحدث الطرق العلمية الحديثة.
ومؤخرًا تصدر مشروع نقل مركب خوفو الذى أذهل العالم من منطقة آثار الهرم إلى المتحف المصرى الكبير القائمة القصيرة للمشاريع المرشحة للدورة الثالثة من "جائزة إيكروم - الشارقة للممارسات الجيدة فى حفظ وحماية التراث الثقافى فى المنطقة العربية" (2020-2022)، تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتى تمنح مرة كل سنتين، وتهدف إلى تكريم ومكافأة الأعمال المتميزة التي تسهم في حماية التراث الثقافي المادي وإحيائه في العالم العربي، وما نستعرضه خلال السطور المقبلة موعد اقتراح نقل المركب.
وتصدر مشروع نقل المركب يدل، أولًا، على مدى عبقرية المسئولين عن نقل المركب بسلام وفقًا لتحضيرات ودراسات تمت بشكل علمى سليم بنسبة 100%، وثانيًا فهى متابعة العالم لما يجرى فى المتحف الكبير سواء أعمال نقل المركب التى تابعها العالم وتصدرت عددًا من الصحف الغربية، بعد نجاح أعمال النقل أو تنفيذ سيناريو العرض المتحفى داخل قاعات المتحف الذى تبلغ مساحته 117 فدانًا.
فى الواقع أن مشروع المتحف المصرى الكبير بدأ فى أعمال تطويره الجادة دون انقطاع على مدار السنوات السبع الماضية، حيث بلغ حجم الإنجاز فى المتحف خلال تلك السنوات السبع 80%، مما يدل على اهتمام الدولة بذلك الصرح الثقافي الكبير، الذي يعد أحد أكبر المتاحف العالمية، ويحتوي المتحف عددًا من القاعات التي ستضم القطع الأثرية، فتصل إلى 3 قاعات رئيسية، وتلك القاعات تضم 12 قاعة داخلية، إلى جانب قاعة الدرج العظيم، وقاعتين للملك توت عنخ آمون على مساحة 7000 متر.
مشروع المتحف المصرى الكبير سيكون العلامة المضيئة فى التاريخ المصرى الحديث، لدوره الثقافي الذي سيكون له تأثير ليس على المستوى المحلي فقط، بل على مستوى العالم أجمع، وهو مشروع من ضمن المشاريع القومية التي تدشنها الدولة المصرية ونشاهدها على أرض الواقع، لتحويل الحلم إلى علم.. تحيا مصر.