بعد صيام شهر رمضان المبارك، يهل علينا عيد الفطر وسط أزمات عالمية يعيشها العالم جراء جائحة كورونا والحرب الأوكرانية ما يتطلب منا أولا مواصلة اتباع الإجراءات الوقائية لحماية النفس لكن علينا أن لا ننسى أن ما جاء العيد إلا كمظهر من مظاهر الفرح والسرور، فقولا واحدا فرحة العيد عبادة وشعيرة عظيمة من شعائر الله المعظمة.
نعم العيد فرصة عظيمة لصفاء النفوس وإدخال السرور على الأهل والأسرة والمجتمع لكن وفق آداب وضوابط شرعية يجب أن نعلمها جميعا ولا نتجاهلها ونحن نحتفل بعيدنا، وأهم هذه الضوابط أن تكون الفرحة والاحتفال في إطار من الأخلاق والثوابت الدينية والقيم الأخلاقية، لذلك يجب أن نبعد كل البعد عن الإسراف في الاحتفال من حيث التكاليف أو اتباع مظاهر محرمة دينيا.
أما آداب العيد فيجب علينا الاغتسال والتجمل للعيد فقد قال ابن القيم: "وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبس لهما (أى للعيدين) أجمل ثيابه، وكان له حُلة يلبسها للعيدين والجمعة، ذلك بالنسبة للرجل، أما النساء فإنهن إذا خرجن يخرجن على الصفة التي أذن بها لهن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا شهدن الصلاة، حيث قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تَفِلات "غير متطيبات".
فالعيد إذن، شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيها مظاهر العبودية لله، وتظهر فيها معانٍ اجتماعية وإنسانية ونفسية، حيث تتصافح فيها الأيادى، وتتألف القلوب وتتفادى الأرواح، وتتجلى فيه السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة، فيسارع الناس إلى تبادل التهانى، ويتصالح المتخاصمون، وتنعقد مجالس الحب والتراحم والمودة، وتزول الأحقاد من النفوس، وتتجدّد العلاقات الإنسانية، وتقوى الروابط الاجتماعية، وتنمو القيم الأخلاقية، وتعلو قيمة التآخى والتعاون والبذل والعطاء، والجود والكرم، والتراحم والتعاطف، لتعم فى النهاية فرحتنا بعيدنا.