تعيش محافظة بنى سويف عهدا ذهبيا بعد ثورة 30 يونيو، بعد إن كانت ضمن أكثر المحافظات بها معدلات بطالة مرعبة، ومن المحافظات النامية الطاردة لسكانها، ومعاناة أهلها من الإهمال والتهميش، إلا أنها خلال السنوات السبع الماضية وضعت على الخريطة الاستثمارية العالمية، وذلك بعد إنشاء مئات المصانع على أرضها وامتلاكها قلاع صناعية تتسابق كبرى الشركات العالمية للاستثمار بها، إضافة إلى ما تحدثه مبادرة حياة كريمة من تغيير نحو الأفضل، وذلك بإنشاء مشروعات تعليمية وصحية وتنموية فى المراكز المدرجة ضمن المرحلة الأولى من حياة كريمة بمركزى ببا وناصر.
وأعتقد أن زيارة الرئيس السيسى لها 2018 كانت بمثابة بارقة أمل للمحافظة كلها نحو مستقبل مشرق في عهد جمهورية جديدة قائمة على استراتيجية بناء الدولة والإنسان معا، وبالفعل أصبح الحديث الآن عن ما يتم على أرض المحافظة من إنجاز يشبه الإعجاز، حيث يتم إنشاء شبكة طرق ومحاور كبرى لربطها بموانئ التصدير، غير أنه يوجد بها 6 مناطق صناعية، منها منطقتان "بياض العرب" و"كوم أبو راضى" تنافس أكبر المناطق الاستثمارية فى العالم بشهادة المؤسسات الدولية نفسها.
وما يميز محافظة بنى سويف أنها تمتلك مقومات استثمارية ومشروعات عملاقة، والنماذج كثيرة، فيكفى وجود محطة كهرباء غياضة التى تعد الأكبر من نوعها عالميا لتدعم الشبكة العامة لكهرباء بـ 20%، ومحور عدلى منصور، وهو من أكبر المحاور التنموية التي تم تنفيذها على مستوى محافظات الجمهورية، ومحور مدينة الفشن الذى يبلغ طوله 27 كم ، وعرضه 22 مترا، ويشمل 25 عملا صناعيا لحل التقاطعات مع الطرق الفرعية والترع والمصارف، وكذلك مشروع مدينة الفشن الجديدة على مساحة قاربت 18 ألف فدان من الطريق الصحراوى الغربي جنوب المحافظة، والتي تعد أيضا إنجازا جديدا للدولة المصرية ومستهدف لها استيعاب قرابة مليون و200 ألف مواطن، خلاف المشروعات التنموية التى تتم فى مراكز المحافظة من بنية تحتية وصرف صحي ومدارس ومستشفيات.
والحديث عن التنمية المستدامة في محافظة بنى سويف أمر يدعو للفخر، خاصة أن هذه التنمية تتم في كافة المجالات التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية وفى البنية التحتية من مرافق وصرف صحى وخدمات كانت منعدمة داخل المحافظة، الأمر الذى من شأنه سيحول المحافظة من كيان مهمل امتد لعقود من الزمن، إلى محافظة تتجه بقوة نحو التنمية الشاملة في كافة القطاعات مما يعود ذلك بالنفع على مستقبلها ومستقبل أبنائها من حدوث رواج اقتصادى وارتقاء بمستوى مواطنيها المعيشى والتعليمى والصحى وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل في ظل جمهورية جديدة تنشد السعادة لكل المصريين..
وأخيرا .. نقول لأبناء المحافظة ما يحدث فى محافظتكم أمر يدعو للفخر والاعتزاز، ونقول للمسؤولين ورؤساء القطاعات كونوا على قدر من المسؤولية تجاه هذه المشروعات التى تتم، فليس من المعقول أن تقوم الدولة بإنشاء مشروع يتكلف ملايين الجنيهات ويترك دون افتتاح وتشغيل سنوات، ونموذجا وحدة كفر منسابة الصحية بالفشن، وليس من المعقول أن يتم البدء فى رصف طرق، ولا يوجد رقابة حقيقية على المقاولين للالتزام بمواعيد الرصف أو الالتزام بالمواصفات المطلوبة، أو استكمال رصف بعض الطرق رغم البدء بها، فكونوا على العهد والمسؤولية تجاه وطنكم حتى يسعد الجميع بما يتم من إنجازات ..