شاهدنا جميعا الرعب الذى سيطر على جيش الاحتلال الإسرائيلى من نعش الشهيدة شرين أبو عاقلة، وقفوا بالمرصاد لنعشها الطائر فوق أكتاف الفلسطينيين، مما يجعلنا نتساءل ما الذى يخشونه بالضبط؟ والإجابة بسيطة جدا إنهم يخشون الأمل.
مكتوب على أهلنا فى فلسطين أن تتجدد قضيتهم بالدم، أن يدفعوا ثمنًا كبيرًا حفاظًا على وجودهم فى مواجهة جيش احتلال غاشم تحميه قوى ظالمة، لا تؤمن بحق الفلسطينيين، وهو أمر متوقع فسواء كانت أمريكا أو الدول الأوربية هى التى تحمى المحتل فذلك لكون هذه القوى أيضا عاشت معظم حياتها تقتات على احتلال الآخر وسرقة مقدرات الشعوب.
لم أر فى مشهد الهجوم على جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة غير الخوف فى عيون وحركات جنود الاحتلال، والصمود والمقاومة فى عيون الفلسطينيين، إنها معركة طويلة الأمد، وعلينا أن نعرف أنها لن تنتهى سريعا، ويمكن لكم أن تراجعوا تاريخ الاحتلال منذ خلق الله الأرض، ستجدون أن المحتل يأخذ وقتا لكنه فى النهاية لابد أن يغادر.
لقد تم اغتيال شرين أبو عاقلة كما تم اغتيال الآلاف من قبلها، بما يمثل حلقة كبيرة يقصدها المحتل لقتل الصوت، والصوت فى معارك الدول مهم، لأنه يعبر عن الكوارث، لأنه يفضح العدو، إن مقصود جيش المحتل من وراء قتل شرين أن يخيف كل الصحفيين والإعلاميين، لكنه لا يعرف أنه يزيدهم حماسا ورغبة فى كشف الجرائم.
لن ننتظر تحقيقا عادلا فى قضية شرين أبو عاقلة، ولو توقعنا غير ذلك سنكون ساذجين، لقد أدت شرين رسالتها كاملة دون نقص، وانضمت إلى سلسلة الأبرار الذين أحبوا وطنهم فمنحوه روحهم، وعلينا نحن أن نجعل القضية الفلسطينية حية دائما حتى يأخذ أهل الحق حقهم، وحتى يحدث ذلك سيظل المجرمون يغتالون الشجعان ثم يخشون نعوشهم.