في ظل تزايد آفات العالم الافتراضى، هناك آفة آخذة في الاتساع ألا هو ظاهرة "الذباب الإلكترونى" تلك الحسابات الوهمية والكتائب الإلكترونية التي يديرها مرتزقة بغرض خلق حالة عدم استقرار في الأوطان والمجتمعات، أو نشر شائعات وأكاذيب وافتراءات لخدمة أهدافهم الخبيثة والمسمومة، واللافت اتساع هذه الآفة لتكاد تكون حرباً منظمة يقودها جنود مجهولين خلف الشاشات الإلكترونية، لاستغلال أي حدث أو أزمة لبث السموم بهدف تعكير الحياة العامة وخلق حالة عدم رضا في المجتمع، ووسائلهم من أجل تحقيق هذا كثيرة ما بين فبركة الأخبار ونشر الشائعات وتزييف الحقائق واجتزاء التصريحات، وكذلك انتهاك للخصوصية، وإلقاء التهم جزافا وفبركة الأخبار وتلفيقها، ونشر الصور والفيديوهات المسيئة بهدف التشهير أو تصفية الحسابات أو الابتزاز بكافة صوره، وكل هذا بهدف ضرب القيم المجتمعية والثوابت الوطنية.
لذا، يجب علينا دق ناقوس الخطر للانتباه ولحماية شبابنا وأبنائنا من الوقوع فريسة لهذا الخطر الكبير، لذلك يجب التوعية المستمرة لخطورة ما يسمى بالذباب الإلكترونى، فلابد أن يكون لدى شبابنا علم بأن هناك جهات وجماعات سياسية ومتطرفة تعمل جاهدة لاستغلال منصات التواصل لتوظيفها فى تحقيق أهداف تمس السلم الاجتماعى، ونشر الشائعات التى تسبب الفتن والضغائن، وخلق حالة عدم رضا في المجتمعات.
والعجيب، أن هؤلاء يجدون على وسائل التواصل الاجتماعى مرتعا في ظل وجود من أدمنوا الكذب ونشر الفضائح أو من يسعون إلى تحقيق الشهرة الحرام على حساب الأخلاق، لهذا تكون البيئة خصبة والأبواب مفتوحة أمام هذا الذباب يصولون ويجولون في عالم افتراضى لا يحكمه ضابط أو رابط، فلا تحقق ولا مراعاة لقيم أو أخلاق، المهم عند هؤلاء تحقيق أهدافهم أو إشباع رغباتهم الحرام.
وختاما.. نستطيع القول، إن مواقع التواصل الاجتماعى من الممكن أن تكون رسالتها عظيمة أو تكون بمثابة خطر داهم، فعظمتها تكون في تحقيق الأهداف الإيجابية فهى قادرة على توسيع وتطوير القدرات والخبرات والمعلومات، أما خطورتها فيكون عند استخدامها استخداما سلبيا يقودنا إلى التردى الأخلاقى والوقوع فريسة لما يستفيدون من التخريب وجر المجتمع إلى التخلى عن القيم الإيجابية.