لم يتخيل ويليام ماكجريجور، مدير نادى أستون فيلا عام 1888 عندما اجتمع بمسؤولي عدد من الأندية لإنشاء دورى لكرة القدم ومنح الفرصة لتلك الأندية للعب مباريات بشكل منتظم، أن تتحول تلك الفكرة إلى واحد من أقوى دوريات كرة القدم في العالم، ولو كان هذا الرجل حاضراً فى زماننا هذا لكان أشد فخراً بهذا الدوري الإنجليزى الذى أصبح الأكثر قوة ومتعة وإثارة ومنافسة فى عالم كرة القدم.
متعة الدوري الإنجليزى تتمثل فى قوة المنافسة ومواصلة الإثارة حتى الرمق الأخير، وعدم اقتصارها على فريق واحد فقط، وباتت كل مباراة عبارة عن بطولة، تجلس أمام الشاشات تستمتع بالقوة والإثارة، يصعب عليك تحديد نتيجتها، ويتغير جدول الترتيب بعد كل جولة، وهو ما تجسد فى المنافسة الشرسة بين عملاقى إنجلترا مانشستر سيتى وليفربول بعدما باتت الصراع على "نقطة"، كل منهما يترقب تعثر الآخر لخطف اللقب، وبات الشغل الشاغل للجماهير من يظفر بلقب الدوري الإنجليزي فى النهاية ليفربول أم مان سيتى، فى إعادة لسيناريو موسم 2011/2012 الجنونى وإحراز اللقب بهدف أجويرو الشهير.
مانشستر سيتى نجا من الهزيمة أمام وست هام بتعادل مثير أمس ليشعل معركة الدوري الإنجليزى مع ليفربول، الذى بات مطالباً بالفوز فى مباراتيه المتبقيتين أمام ساوثهامبتون وولفرهامبتون، وانتظار خسارة أو تعادل السيتى فى مباراته الوحيدة أمام أستون فيلا الذى يقوده الأسطورة ستيفن جيرارد، وهو ما أشعل حرب السوشيال ميديا التي زادت معها مطالبات جيرارد بتقديم هدية لجماهير الريدز ومنحهم اللقب. أمام بيب جوارديولا فوعد جماهير السيتى بتقديم كل شيء للحفاظ على لقب الدوري، وهو ما أكد عليه كلوب أيضاً بالقتال حتى النهاية للفوز بالبريميرليج.
قوة المنافسة فى الدوري الإنجليزى لم تتوقف عند أندية القمة، بل انتقلت إلى أسفل جدول الترتيب، فهناك معركة لا تقل سخونة عن معركة القمة، يسعى كل منهم للبقاء فى دورى الأضواء والشهرة وتجنب الهبوط للدرجة الأولى، فبعد تأكد هبوط واتفورد ونورويتش سيتى، يحاول أحد الأندية الثلاثة "إيفرتون وبيرنلى وليدز يونايتد" النجاة من الهبوط، فضلاً عن صراع أندية المنتصف حول المقاعد الأوروبية، حيث تشتعل المنافسة بين أرسنال وتوتنهام على خطف مقعد في دوري الأبطال، ومانشستر يونايتد على مقعد فى اليوروباليج، كل تلك العوامل تزيد من قوة الدوري الإنجليزى واشتعال المنافسة والتشويق حتى اللحظات الأخيرة.
أما صراع "الحذاء الذهبي" فلم يختلف كثيراً من حيث المنافسة، وعلى الرغم من تربع النجم المصرى مبكراً على جدول الترتيب برصيد 22 هدفاً إلا أن المعطيات قد تغيرت في المحطات الأخيرة، خاصة بعد عودة النجم المصرى من أمم أفريقيا، فضلاً إخفاق تأهل المنتخب لكأس العالم، وتوقف ماكينته التهديفية لفترة قبل إصابته فى نهائى كأس الاتحاد والتى ربما تبعده عن المباراتين الأخيرتين فى الدوري، فضلاً عن دخول نجوم آخرين على خط المنافسة، وأبرزهم سون مهاجم توتنهام الذى بات يفصله هدف وحيد عن معادلة رقم صلاح، بالإضافة لماكينة الأهداف البرتغالية كريستيانو رونالدو برصيد 18 هدفاً.
وسط كل هذه الصراعات يبقى الجمهور المستفيد الأكبر من تلك المنافسة، كونه يظل فى حالة ترقب تام للحظات الأخيرة انتظاراً للحظة تتويج البطل، وما بين عاشق لسيتى جوارديولا يحلم بتكرار سيناريو أجويرو المجنون والتتويج باللقب فى اللحظات الأخيرة موسم 2011/ 2012 ، وعاشق لليفربول كلوب يترقب معجزة بطلها جيرارد بإسقاط السيتى وتحويل قبلة كأس البريميرليج لقلعة الآنفيلد، وما بين هذا وذاك يظل محمد صلاح بطلاً مصرياً يتمنى الجميع تتويجه بالحذاء الذهبي من جديد وإضافته لسجل إنجازاته، ولحين تحقيق كل ذلك تترقب الجماهير بشغف كل هذه السيناريوهات المجنونة والمثيرة التى تتمنى حدوثها فى الدوري المصري يوماً ما.