كلما تذكرت واقعة استشهاد شيرين أبو عاقلة، تتداعى إلى ذاكرتى الكثير والكثير من المواقف التى شاهدتها فيها، وهى تنقل الأحداث من الأراضى المحتلة بكل جرأه، كما نقلت الجرائم التى كان ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أتذكر أيضا الصولات والجولات التى خاضتها من أجل قضية وطنها عادلة، وكان دائما يتراءى لى مشهد استشهادها، لأسأل نفسى: "ماذا بينك وبين الله حتى يدعوا لك كل هذه الجموع فى مشارق الأرض ومغاربها".
شيرين أبو عاقلة، هي واحدة من أشهر الإعلاميات في العالم العربي، ارتبط اسمها بأحداث فلسطين وتغطيتها لجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، وشكّل خبر واستشهادها صدمة كبيرة لمحبيها في الوسط الإعلامى العربى، لذلك كانت الوجيعة والشعور بفقدان جزء من تاريخ الصمود للشعب الفلسطيني.
استشهدت شيرين أبو عافية فى 11 مايو 2022 بسبب إصابة مباشرة في الرأس، ومن الواضح أنه تم تصفيتها غدرا لمنعها من توصيل الحقيقة للعالم أجمع، ولم يكتف المحتل بقتلها، بل حاول منع مسيرة جنازتها من المرور بالشوارع، وليس هذا فقط، بل حاولوا أيضا خطف الجثمان فى مشهد يحمل كل أنواع الخسة، حتى كاد الجثمان أن يقع على الأرض من شدة المقاومة من قبل الشباب الطاهر الذى تلقى الصدمات و الضربات الموجعة لكى يحافظوا على الجثمان
فى هذه اللحظات التى كان يتأرجح فيها الجثمان كانت قلوبنا ترحل إليه خشية أن تكشف جثتها أمام قوات الاحتلال، والأغرب فى المشهد برمته هو محاولة إلصاق الجريمة البشعة بالشباب الفلسطينى الطاهر من قبل جنود الاحتلال، ولكن الجريمة واضحة وضوح الشمس.. رحم الله كل شهداء الأرض والعزة والكرامة