لا تزال أصداء الحوار الوطني والسياسى، الذى دعا إليه الرئيس السيسى محل اهتمام من قبل الجميع، وما أسعدنا حقا النظرة التفاؤلية والنقاش الجاد من قبل جميع الطوائف المجتمعية، وهذا يؤكد أن جدار الثقة بين أفراد المجتمع ما زال قويا، وأنه ما زالت المسؤولية التشاركية فى المجتمع المصرى بخير، وهو ما لمسناه خلال الحراك الدائر الآن سواء على منصات التواصل الاجتماعي، أو من خلال الاجتماعات والندوات والمناقشات، فالكل يتحدث، والكثير لديه رؤيا وأفكار، والأهم أن الكثير أيضا يُدرك خطورة المرحلة الراهنة.
لذلك، أعتقد أنه ما أحدث حالة الزخم هذه، أن الدعوة مع كل القوى جاءت من دون استثناء أو تمييز، فى وقت يواجه العالم تحديات جسام جراء جائحة كورونا وما أحدثته من كوارث اقتصادية وصحية، وجراء الحرب الأوكرانية الدائرة الآن، والتى أحدثت وما زالت تداعياتها تهدد البشرية سواء على مستوى الأمن الغذائي، والخطر الاقتصادى، أو دخول العالم فى حرب نووية لا يعلم مداها إلا الله.
وما يبشر بالخير أيضا، أنه حتى الآن يتم وضع أولويات العمل الوطني والإصلاح السياسي موضع الاهتمام الذى يؤكد صدق نياته من قبل المشاركين من مختلف الأطياف، فرأينا ترحيبا مباشرا دون تردد من قبل الأحزاب وكذلك من قبل عدد من الهيئات والمؤسسات الصحفية والإعلامية والسياسية، فالكل وضع ويضع ورقة عمل للمشاركة في الحوار، بل أن الأجمل أن هناك تطلعا للغالبية العظمى من الشعب والنخبة المصرية للمشاركة من أجل بناء الدولة التى تتسع للجميع فى ظل توافق فى الآراء حول خطة عمل وطني تؤكد هذه المساعي الدؤوبة في بناء جمهوريتنا الجديدة، واستكمال عملية التقدم عبر الانتباه المستمر للملفات الحيوية والقضايا الساخنة برؤى وأفكار مختلفة، وبالاستعانة بجميع الكفاءات والخبرات وتقديم كل مقترح ناجع.
وختاما.. نستطيع القول، إن كل ما ذكرناه بمثابة نقاط مضيئة تؤكد ان مصر دولة قوية راسخة، لأن الدولة القوية هي التي تستطيع أن توفق بين الآراء والأطروحات وصولًا للمشهد الأمثل في بناء الوطن ومواجهة تحدياته وهذا هو المأمول فى الفترة المقبلة..