السحر الفرعونى ينقلب على الساحر الشرير «مهبول إسطنبول» ويلقنه درسا فى علوم اللعنات
قلناها وكتبناها كثيرا، أن لعنة الفراعنة تلاحق وتضرب بقوة وعنف شديد الخشونة، كل من خطط ودبر ونفذ المؤامرات لإسقاط مصر فى وحل الفوضى والتقسيم، ومحاولة نزعها من الخريطة الجغرافية، مثلما يتم نزع سوريا وليبا واليمن والعراق ولبنان.
وكتبت الاثنين الماضى 27 يونيو مقالا تحت عنوان «خططوا لتقسيم مصر.. فأصابت لعنة الفراعنة قلب أوروبا وعصفت برأس الحية»، أكدت فيه أن رأس الأفعى «لندن» تنفذ مخطط إسقاط مصر بقيادة الأفعى «ديفيد كاميرون»، فكان لسحر اللعنة الفرعونية قول الحسم، فنزعت بريطانيا من جسد الاتحاد الأوروبى، ورفعت حدة اللعنات فى ويلز وأيرلندا وأسكتلندا، المطالبة بالانفصال عن بريطانيا، بل تجاوزت المطالَب سقف الخيال، عندما ارتفعت لتهدد بطرد لندن وفصلها عن جسد المملكة التى كانت لا تغيب عنها الشمس.
وكالعادة، البعض يٌسفه ويٌسخف، وكأنه لا يصدق أن هذا الوطن محمى برعاية الله، منذ الفراعنة الذين دشنوا كتب اللعنات، ونثروا على كل شبر من أراضيه، «تمائم» حافظة لأمن وأمان هذا الوطن ضد كل من تسول له نفسه المساس ولو بقبضة يد من ترابها، حتى فوجئنا مساء أمس الأول، يكرر السحر الفرعونى عادته، ويمارس هوايته فى الانتقام، فانقلب على الساحر «أردوغان» مهبول إسطنبول، ووجه له اللطمات واللكمات المميتة، جزاء ما صنعت وطبخت يداه من أطعمة مسمومة، لقتل مصر وأبنائها، من خلال دعم الجماعات الإرهابية، وإعلان العداء الفاجر لها، وعدم ترك أى مناسبة فى أى محفل دولى إلا وانتهزها لتأليب العالم ضدها.
وكون «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ»، فكان الويل كل الويل لمهبول إسطنبول «أردوغان»، عندما أراد الله له أن يذوق من نفس ما صنعته أيديه ليلة أمس الأول، فكانت الانفجارات الثلاثة الضخمة التى هزت مطار إسطنبول الدولى، وأوقعت 36 قتيلا، وأصابت 174 جريحا، وإمعانا فى الانتقام الإلهى، وجدنا رجب طيب أردوغان يخرج على الجميع، فى صورة الذليل، يستجدى العالم بتكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب، دون أن يضع فى اعتباره أنه هو الذى يحتضن ويرعى كل الجماعات الإرهابية على أراضيه فى إسطنبول وأنقرة، ليحرك شرها إلى مصر وسوريا وليبيا. وهى نفس الليلة، التى مارس فيها القدر لعبته أيضا، وقال كلمته بوضوح: إلغاء قرار الحظر الجوى فوق سيناء.
يا إلهى، فكم من الصدف تكون رائعة، ففى الوقت الذى تعلن فيه المنظمة الدولية للطيران المدنى إيكاو أن الأجواء المصرية آمنة، وتقرر رفع اسم مصر من قائمة مناطق النزاع، وإلغاء كل تحذيرات الطيران المدنى فوق شبه جزيرة سيناء، كانت هناك تفجيرات تضرب قلب مطار أتاتورك بإسطنبول، وهى الدولة المتورطة بكل الأشكال فى إسقاط الطائرة الروسية فى سيناء، إنها عدالة السماء، التى هبطت فوق أراضى سيناء المقدسة، عندما أصدرت المنظمة الدولية للطيران المدنى «إيكاو» قرار إلغاء كل تحذيرات الطيران المدنى فوق سمائها بالإجماع، وتؤكد أن كل الأجواء المصرية آمنة، فى الوقت الذى أوقفت فيه معظم دول العالم رحلاتها إلى مطار أتاتورك.
ولم يكن الذل والهوان وتركيع أردوغان فى قلب مطار أتاتورك، ورفع الحظر الجوى عن سيناء، ولكن كان قد سبقته عمليات إذلال وتركيع كبرى، تمثلت فى تقديمه اعتذارا مكتوبا لنظيره الروسى فلاديمير بوتين، وتعازيه الحارة لأسرة الطيار الروسى، وتعهد ببذل كل ما فى وسعه لإعادة العلاقات الودية بين البلدين إلى صورتها الطبيعية، كما ركع ذليلا أمام الهيكل الإسرائيلى المزعوم بتطبيع كامل للعلاقات مع دولة الكيان الصهيونى، دون تلبية شرط رفع الحصار عن قطاع غزة، الذى تمسك به طوال السنوات الست الماضية من عمر الأزمة، وهو الذى نصب نفسه خليفة للمسلمين، وتبين أنه «خليفة خِلف خلاف فقط»، كل هذا الذل إنما يؤكد حقيقة ناصعة البياض، أنه لا مكان للمبادئ فى قاموس رجب طيب أردوغان، مثلما كان يعتقد الكثير من حلفائه ومريديه من جماعة الإخوان الإرهابية، فالرجل يميل حيث تميل مصالحه الشخصية فقط.