ما يميز رؤية مصر 2030 فى ظل تدشين جمهورية جديدة قائمة على بناء الدولة والإنسان معا، أنها تتضمن في الأساس الارتقاء بجودة حياة المواطنين أولا، ليكون هناك عدالة في توفير الموارد واندماج بين الريف والحضر، وهذا ما يتحقق الآن من خلال مشروع القرن "حياة كريمة" الذى يعمل على بناء المواطن الريفى، ومد يد الاهتمام إليه بعد أن طاله التهميش سنوات وراء سنوات.
وأعتقد أن هذا ظهر جليا فى حرص الدولة رغم التحديات والظروف القاسية التى يمر بها العالم جراء جائحة كورونا، وتداعيات الأزمة الأوكرانية من ارتفاع حاد فى الأسعار وموجة تضخم كبيرة، أنها تحرص على مواصلة استكمال المشروع والحرص على توفير كافة الخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بالقرية الريفية من جانب، ومن جانب أخر مواجهة الزيادة السكانية، التي تمثل الخطر الأكبر في المستقبل.
والمقدر أيضا فى رؤية مصر 2030 أن ما قاله المؤرخ الكبير جمال حمدان في كتابه شخصية مصر، بأن الفراغ العمراني هو وحده الذي يشجع الجشع ويدعو الأطماع الحاقدة إلى ملء الفراغ، يوضع عين الاعتبار ويتجسد حقيقة على أرض الواقع، حيث تحرص الدولة على زيادة الرقعة المعمورة، وتطوير العمران القائم، لتحسين جودة الحياة في الريف والحضر، عبر تنفيذ مجموعة عملاقة من المشروعات الكبرى.
ونموذجا، لدينا الآن 30 مدينة جديدة، سواء تم تنفيذها أو مخطط تنفيذها خلال ثلاث أو أربع سنوات قادمة، بتكاليف استثمارية تصل إلى أكثر من 700 مليار جنيه، منهم 22 مدينة بالفعل تم البدء فيها، مثل مدن الجيل الرابع الجارى تنفيذها تتضمن العاصمة الإدارية الجديدة، ومدن المنصورة الجديدة، ورشيد الجديدة، والعلمين الجديدة، وشرق بورسعيد، ورفح الجديدة، وبئر العبد الجديدة، والجلالة، وامتداد مدينة الشيخ زايد، وتوشكى الجديدة، بالإضافة إلى عدد من المدن مخطط لها وتنفيذها خلال سنوات قليلة مقبلة، ناهيك عن إنشاء شبكة قومية من الطرق، يراها كل من يذهب أو يسير في أي طريق من طرق المحروسة، فيجد أيادى التعمير والبناء والمعدات تعمل ليل نهار، ليتم تنفيذ أكثر من 7 آلاف كم من الطرق الجديدة و 5 آلاف كم من رفع الكفاءة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية والبرية والجوية، مثل برنيس وجرجوب، وأبو قير بالإضافة إلى رفع كفاءة كل الموانئ القائمة لتصبح مصر مركز للتجارة العالمية، وكذلك الإنجاز في إنشاء شبكة جديدة من القطارات وخطوط النقل، من خلال، تطوير القائم، ويتم بالفعل لنحو 9570 كم من شبكة السكك الحديدية الحالية، تخضع للازدواج والميكنة ونظم الإشارات الحديثة، مع إضافة أسطول جديد من الجرارات والقطارات، والاتجاه إلى المشروع العملاق القطار الكهربائي، والمونوريل، الذي يربط كل المدن في إقليم القاهرة الكبرى، إلى جانب إنشاء شبكة جديدة للسكك الحديدية باستخدام القطارات الكهربائية فائقة السرعة.
وختاما، نقول إن هذه النجاحات ما هي إلا نماذج وأمثلة تؤكد أن هناك رؤية ثاقبة نحو المستقبل وإرادة قوية في البناء والتعمير، رغم كل التحديات والظروف التي تواجهها الدولة.