أصدر دكتور أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية تصريحا أن المدعو عمرو واكد ليس عضوا في نقابة المهن التمثيلية وانه جرى شطبه من عضوية النقابة منذ عدة سنوات، ثم انهالت التصريحات لتؤكد أن سيدات مصر خط أحمر، ومن جانبها قالت السيدة أمل عبد المنعم مديرة الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة أن المجلس قد تقدم ببلاغ رسمي للنائب العام ضد الفنان بسبب تصريحاته المهينة للمرأة، وأضافت أن المرأة المصرية يضرب بها المثل عالميًا بالنضال من أجل الوطن! كما تقدم عدد من المحامين ببلاغات للنائب العام ضد نفس الشخص لنفس الأسباب، وتقدمت أيضا ٤٧ نائبة في مجلس النواب ببلاغات مشابهة!
الحقيقة أن مثل هذه الإجراءات كلها لا تعجبني، ولا أجد لها من قيمة سوى أنها تعلي من شأن المذكور، فهو ليس فنانا، ولم يكن له في يوم من الأيام علامة فنية تدل على أننا أمام فنان يشار له بعمل فني نذكره، أو رسالة عمل من أجلها، أو دور تمثيلي نشهد فيه على موهبته، هي بضعة أدوار مبعثرة لا تقدم ولا تؤخر!
فلماذا إذن كل هذه الضجة المفتعلة، ولماذا لا نتعلم أن نعطي القيمة لمن يستحقها في الخلاف أو حتى المعارضة، ونحرم منها من لا يستحقها ومن يتاجر ويكسب بها من أطراف وجهات نحن نعلمها جيدا، من هذا الذي يتحرك من أجله المجلس القومي للمرأة في مصر؟ ومن هذا الذي نرد عليه بأمجاد نساء مصر وندلل على شرفهن وعزتهن؟ أو يتحرك له محامون مصريون؟ أو يخصص له الإعلام وقت يتناول ويردد ما قاله؟
نحن بهذا نهين أنفسنا ونحن من يهين المرأة المصرية حين ندخلها في خصومة من شخص نكره لا يعرفه غير قلة قليلة من الجمهور، فنأتي نحن بذكاء نُحسد عليه فنردد اسمه، وتأخذنا الحمية في الرد عليه وهو لا يساوي شيئا لا في سوق الفن ولا في سوق البشر، ويدخل التاريخ كخصم مع الشعب المصري وهذا شرف لا يجب أن يناله!
لم يكن عمرو واكد هو وحده من ينطبق عليه هذا، فهناك مجموعة نعرفها وتعرف هي نفسها، منعدمي القيمة والتاريخ باعوا وطنيتهم بأبخس الأثمان يعيشون في مذلة وهوان على استعداد أن يلعقوا النعال من أجل بضعة دولارات، فهل سمعتم من قبل عن فنان كبير يسلك مثل سلوكهم؟ ولأن هؤلاء في أحط مكانة فهم يزايدون على الشرفاء وعلى الوطنيين والكادحين في هذا البلد، فهل يجوز أن ننجرف وراءهم ووراء انحطاطهم وندافع عن وطنيتنا وعن سيدات مصر؟!
هؤلاء ليس لهم من رد سوى التجاهل، والتجاهل التام كما لو لم يكن لهم وجود، وهم بالفعل ليس لهم وجود سوى وجود منحط ومذل ! نحن شعب عظيم كبير أيها السادة، ولا يجب أن ننزلق لهذه الكائنات، ببساطة لأن هذا يرفع من شأنهم ويقلل من قدرنا!