رغم خسارة ليفربول فريق نجمنا المصرى محمد صلاح نهائي دورى أبطال أوروبا أمام ريال مدريد يظل محمد صلاح أيقونة الجماهير المصرية والعربية وهو ما تكشفه متابعات الملايين على المقاهى والكافيهات وفى المنازل فقط من أجل تشجيع الفرعون لدرجة أن هناك من تخلى عن تشجيع ناديه المفضل الريال من أجل صلاح، ورغم هذه الهزيمة إلا أن الكل اتفق على عطائه ولمساته الساحرة في الملعب، ولسان حال الجميع "هارد لك يا مو صلاح إنه الحظ يا نجم".
وأعتقد أن هذا الحب لم يأت من فراغ، فقد ضرب محمد صلاح أمثلة رائعة في كيف تكون القدوة والنموذج، وأصبح حديث وسائل الإعلام العالمية التي أشادت بموهبته وبمواقفه الإنسانية النبيلة، والأهم أنه استطاع أن يكسب حب واحترام الجميع من خلال بعض اللمسات الساحرة والإنسانية لتزداد جماهيريته في كل مكان، ليصبح أيقونة إنسانية نادرة.
فلا شك أن محمد صلاح أصبح أنجح لاعبٍ في تاريخ كرة القدم المصرية بل أصبح بطلاً قومياً لأنه ببساطة أصبح أكثر من مجرد لاعبٍ فذ، بل هو مثالٌ حي على كيفية تحول شاب من خلفية بسيطة إلى نجم عالمى ينافس الأبطال.
لذا، يجب أن نتذكر ونحن نتحدث عن محمد صلاح النموذج والقدوة، أن هناك دولا تستثمر مليارات الدولارات لصنع نماذج مصادر قوة ناعمة، لخدمة مصلحتها الاقتصادية والاستراتيجية والإعلامية، ودبلوماسيتها الرشيقة، والعمل على تطويعها لتحسين صورتها على كافة المستويات الإقليمية، لذلك علينا أن لا ننسى أن خير مثال لتلك القوة الناعمة خلال السنوات الماضية، هو نموذج محمد صلاح، والذى أصبح من أهم عناصر هذه القوة، حيث أصبح خير سفير لمصر، فدائما ما يقترن اسمه باسم مصر، وكثير من جماهير الأندية الأوروبية بدأت تعبر عن حبها وتقديرها لمصر حبا فى ما يقدمه الفرعون من إبداع وتميز فى عالم الساحرة المستديرة.
إذن.. علينا استثمار تلك العناصر الجاذبة، وخاصة أننا على مدار سنوات طويلة كانت القوة الناعمة المصرية ترتكز على اللغة، والتاريخ، والثقافة والسينما والطرب، فهل أحد ينكر أن اللهجة المصرية خلال الخمسينيات والستينيات اجتاحت ربوع الوطن العربى، بفضل السينما المصرية حتى أصبحت اللغة الوحيدة التى تجيدها كل الشعوب العربية!!.
أخيرا، يجب أن نعترف بأن تراجع القوة الناعمة فى السنوات الأخيرة وإهمالها أدى إلى طمس كبير للهوية المصرية، فماذا ينقصنا كى يصبح لدينا فى مصر ألف محمد صلاح ونعمل على تصدير هذه النماذج للخارج ونصنع بتلك النماذج قوة ناعمة مصرية جديدة نستفيد منها، لأنه ببساطة شديدة تأثير القوة الناعمة وصل لمعالجة الأزمات والتحديات الدولية، إضافة إلى أنها تعمل على زيادة النفوذ من خلال تعزيز سمعة الدولة وصورتها الذهنية ومكانتها على المستويين الإقليمى والعالمى..