كيف ننظر إلى محمد صلاح؟ هذا السؤال صار ضرورة الآن، فبعد سنوات من متابعته، وبعدما تجاوز فكرة الحظ أو النجاح بالصدفة، وبعد تحوله إلى حقيقة لا تقبل الشك، وتحوله إلى دليل على نجاح التجربة المصرية، نفخر به.. كيف نراه؟.
إن لعبة كرة القدم مثلها مثل كل الفنون، من الممكن أن يعجبك الأداء ومن المحتمل أيضا ألا يعجبك، وهكذا أداء محمد صلاح قابل لهذه المسألة، لكن الاختلاف عندما يتحول إلى هجوم فإنه يتطلب تمهلا وتأملا، وما يحدث مع محمد صلاح مؤخرا، لا علاقة له بالرياضة، فالبعض يهاجمونه بشكل مبالغ فيه، حتى أنك تشعر بالغضب فيما يقولون، وفى ظني هم غاضبون من أشياء أخرى.
أحيانا أرى فيمن يهاجمون صلاح أنهم يهاجمون أنفسهم، لقد أرقهم نموذج ناجح وأتعب عقولهم، في البداية كانوا يظنون الأمر صدفة، أو يعتقدون أنه سهل ومتاح للجميع، لكن مع الوقت تأكدوا أن ما فيه محمد صلاح نتاج تعب وفكر ومقاومة وحسن اختيار، فتمنوا أن يفشل، أن يعود إلى مصر أو ينتقل إلى فريق أقل، ربما رغبوا أن تظل جملة "أن المصرى غير مؤهل للمنافسة" قائمة، وهى جملة خطيرة مؤذية لكنها ترضى أنفسهم.
فريق آخر ممن يهاجمون صلاح يتحركون من زاوية البحث عن "الاستقلالية" أي أنهم يقولون لأنفسهم لن نخضع لفكرة أن نتأثر عاطفيا في رأينا، وصلاح بالنسبة لنا مجرد لاعب عالمي، نرضى عنه ونهاجمه كما نفعل مع كل لاعب عالمى، وهم في ذلك يسعون لما يمكن أن نطلق عليه الحياد.
لكن في رأيى لا حياد في هذا الأمر، إن مثل محمد صلاح مثل كل النابغين في مصر، لا بد من الانحياز إليهم، وتشجيعهم والدفاع عنهم، والأخذ بيدهم للأمام، لأن في نجاحهم نجاح للجميع، إنهم يمثلون حلما، والحلم معدٍ، سيصيب الجميع.