تقيم وزارة الثقافة هذه الأيام مؤتمرا بعنوان "عشرينيات القرن العشرين" وفكرته أطلقها الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، ومفادها أن مصر فى عشرينات القرن الماضى كانت قد دخلت عصر النهضة الفكرية، وهى بالفعل كانت قد بدأت فى ذلك الأمر، فبعد سنوات قليلة من ثورة 1919 اختلفت طريقة التفكير فجاءت النهضة.
النهضة الفكرية للشعوب لن تكون نتاج يوم وليلة، ولن تأتي بقرار إداري، لكنها عادة تتشكل بعد سنوات من التغيرات والتحولات، لقد كانت تجربة محمد على باشا فى حكم مصر أول حجر وضع لنهضة مصر، فزيادة عدد المتعلمين، ونشأة المصانع، وظهور البعثات العلمية وظهور الصحف، كل ذلك كان له أثر كبير وواضح فرأينا جيلا مثل رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وغيرهما، ثم جاء جيل الشيخ سلامة حجازى وكاتب مسرحى مهم اسمه إبراهيم رمزى ومنيرة المهدية وغيرهم، فأكدوا أن مصر لها قدم قوية في الإبداع والابتكار، ومن بعدهم جاء جيل أوسع منهم سيد درويش وطه حسين والعقاد وسعد زغلول وطلعت حرب وغيرهم، فصار لمصر وجها خاصا و نهضة قوية استمرت سنوات طويلة ولم نزل نحن إلى الآن نستفيد منها.
رأيي أن النهضة التي اندلعت في مصر بعد ثورة 1919 واستمرت حتى ستينيات القرن العشرين، سبقها قرار جمعي بأن مصر تستحق الأفضل، وهو ما يجب أن نفكر فيه بقوة الآن.