أود أن أنظر إلى أزمة الهجوم على كوكب الشرق أم كلثوم والشاعر الكبير أحمد رامي، التى أثارها الشاعر ناصر دويدار فى ندوة عقدت فى معرض الكتاب، مؤخرًا، بصورة مختلفة نابعة مما بعد الهجوم، من رد الفعل المدافع عن مصر ورموزها.
كل هذه الضجة جاءت بعد ندوة عن تطور فن الأغنية، عقدت فى اتحاد الكتاب، لكنها تحولت إلى نوع من النميمة، عن شكل أم كلثوم وسلوكها، وعن مكانة أحمد رامي ودوافعه للكتابة، كل هذه الأقاويل أغضبت الجميع فى مصر وربما فى العالم العربى، فأعلن الناس عن غضبهم وبشدة، ما أجبر الشاعر ناصر دويدار على الاعتذار واتحاد الكتاب على فتح الباب للتحقيق.
وأنا أود أن أنظر إلى الأمر من نقطة إيجابية، فقد تسبب هذا الموقف فى الكشف عن قيمة عظيمة تمثلت فى كيف ينظر عامة المصريين إلى رموزهم، خاصة رموز فنهم وثقافتهم، رموز القوى الناعمة، الذين أكدوا على شخصية مصر.
بالطبع لا يوجد شخص بعيد عن النقد، لكن ما المقصود بالنقد؟ لو كان الشاعر ناصر دويدار ذكر أن أم كلثوم عملت على تهميش فنون أخرى من الغناء، فهذا أمر فني يقبل الاتفاق والاختلاف عليه، لكن كل ما قاله "دويدار" لا يدخل إلا فى باب النميمة، لذا غضب الناس ومن حقهم أن يغضبوا.
إن دفاع الناس عن أم كلثوم وأحمد رامى، دليل قوى على أن المصريين لا يزالون يقبضون بأكفهم على جوهر شخصيتهم، لا يزالون يؤمنون بأن الإساءة للرموز خسارته أكبر من فائدته، وذلك يدل على أن مصر لا تزال بخير.