أشبه بالتقاط الأنفاس الأخيرة، خرج الجنوب أفريقي بيتسو موسيمانى بتصريحات هاجم فيها الجميع .. جماهير وإدارة ولاعبين الكل كليلة وكأنه يدرك أن بقائه مع الأهلى خلاص معدش نافع.
في الأساس أين موسيمانى الأن ؟
أنه قابع هناك في جنوب أفريقيا يقضى إجازته بعد خسارته دورى أبطال أفريقيا، وسبق الإجازة بخوض دورة تدريبية ليس لها من الأهمية الكثير وليس وقتها المناسب، اذ يحتاجه الفريق للم الشتات وتجهيز العناصر البعيدة عن المباريات وإعادة تأهيل البعيدين عن مستواهم وما أكثرهم في الأهلى .. لا ، لا يجوز أن يبقى بعيدا عن الفريق فى الوقت الحالي ليزيد من حالة الجفاء بينه وبين الجميع.
نعود إلى تصريحات موسيمانى..
هو ينتقد أن جماهير الأهلى دائما تطالب بالفوز والأداء .. لهذا يا موس الأهلى تعاقد معك وهذا عملك أن تفوز وتصل بمستوى اللاعبين إلى أعلى معدلاته لتقديم الأداء المطلوب، وإذا لم تحقق الفوز فلماذا تقبض مرتبك ولماذا أتيت من بلدك في الأساس؟. وكأن الخسارة شيئا عاديا بالنسبة له.
هو يقارن نفسه بجوارديولا وكلوب .. أولا مقارنة ليس في محلها ، اذ ليس هناك مجال للتنافس بين الأهلى وليفربول أو مانشستر سيتى قاريا، فضلا عن أن الثنائى العظيم هذا نجحا في تعديل وضع الريدز والسيتزين وأعادا الفريقين لمستواهما القديم ورفعا درجة جودة اللاعبين ، وبما أن الأهلى كبير قارته فيجب مقارنته مع كبير أوروبا ريال مدريد الذى حصد لقب دورى أبطال أوروبا خمس مرات في آخر ثمانية أعوام.
وبالنظر إلى اسهامات الموس مع الأهلى لم يقم بأى شيء - تجديد ، تطوير ، صناعة جيل جديد - بل وساعد في تدمير العديد من اللاعبين وكثيرا ما يشخصن الأمور فهو من نوعية المدربين التي تحب وتكره، دون الاعتماد على الفنيات في تعامله مع اللاعبين والمثل الأكبر في ذلك السنغالى اليو بادجى الذى أطاح به من الفريق لسابق دخوله في أزمة معه خلال قيادته لصن دوانز وقت أن كان فايلر مدربا للأهلى ولم ينس له هذا الموقف وطفشه من الفريق، ويقابل بادجى في الاتجاه المعاكس بيرسى تاو الذى يشارك وهو في أسوأ حالاته.. وهذا في حذ ذاته جريمة كروية.
على موسيمانى أن يدرك أن الأهلى طول عمره نادى بطولات.. وليس معنى أنك حصلت على كام بطولة أنك كده خلاص عملت اللى محدش عمله.. هذا هو العادى لأى مدرب يدرب الأهلى.
ولهذا استغربت جدا من تصريحه ( سقف المطالب في الأهلى مرتقع).
البطولات في الأهلى ليست مطالب أو أمنيات ، لكنها واقع مفروض داخل جدرانه وسقف المطالب فى الأهلى مرتفع لأنه يملك ويوفر لك كل الإمكانيات التى يتمناها أى مدير فنى، وعلى ما يبدو أن موسيمانى لم يدرك ذلك حتى اللحظة، والدليل خسارته أكثر من لقب سهل وفى المتناول مثل دورى الموسم الماضى ووقتها أطلق تصريحه الشهير "مكنتش فاهم الدورى وفهمته خلاص" .. وبعد ما فهمه الموسم الماضى نال نصيبه من الهزائم الموسم الحالي ووقف كالعاجز أمام طلائع الجيش والبنك الأهلى وإنبى، وهى فرق متوسطة المستوى في الدورى المصري .. أين هو الفهم بتاعك يا موس؟.
في الأخير.. بات هناك جرح غائر في علاقة موسيمانى بجماهير الأهلى وأعتقد أن الحال كذلك داخل مجلس الإدارة ولجنة التخطيط وشركة الكرة، وحتى ممن كانوا يتمسكون ببقائه وباتت الأسهم الأعلى هي رحيل المدرب الجنوب أفريقي، وربما يكون العائق الوحيد في ذلك هو سياسة الأهلى التى لا تهدف إلى التغيير إلا في نهاية الموسم.