استعجل إيهاب جلال وضع بصمته مع المنتخب الوظنى فلم تكن النتيجة لصالحه وخسر أمام إثيوبيا بهدفين نظيفين بالجولة الثانية من تصقيات أمم أفريقيا، ليعاكس نفسه حيث آثر السلامة فى المباراة الأولى واعتمد على نفس طريقة اللعب التى كان يؤدى بها سلفه كيروش وفاز، وكنت متوقعا أن يؤدى مباراة إثيوبيا كذلك بنفس الطريقة لضمان الفوز الثانى حتى يحمى نفسه من الانتقادات.. لكنه لم يفعل ليقع فريسة للمنتفدين.
هذا لا يعنى أننا نريد أن يؤدى البوب على الدوام بنفس طريقة كيروش، بل بالعكس نبغى التطوير وتقديم الكرة الجميلة ولكن بشرط أن نحافظ على سمعة الفراعنة، فليس من اللائق مقابل أن تعمل على التطوير أن تنال هزيمة نكراء أمام منتخب مغمور فى أفريقيا، وتظهر بأسوأ أداء لم يكن يتخيله أكثر المتشائمين، وتقدم واحدة من أسوأ مباريات المنتخب الوطنى فى السنوات الأخيرة.
وعلى إيهاب جلال أن يدرك أولا إمكانيات اللاعبين قبل أن يقر طريقة اللعبة التى يرغب فى تنفيذها وفقا لرؤيته، إذ يجب أن يكون الطرفان فى تناغم ليلحق الواصل بالموصول، وحتى لا يكون هناك تنافر بين قدرات اللاعبين وبين طريقة اللعب، ولعل ما حدث أمام إثيوبيا يؤكد ذلك.
إيهاب جلال طبق طريقة اللعب بالضغط العالى والدفاع المتقدم على منتخب إثيوبيا، ولكنها ظهرت عشوائية هشة نتيجة عدم تأقلم اللاعبين على تلك الطريقة وعدم تناسبها مع قدراتهم، ليظهر الخط الخلفى للفراعنة اشبه بالممرات المفتوحة مجانا لكل زائر إثيوبى يود زيارة شباك أبو جبل، لتتفكك أوصال المنتخب ويبدو مفككا ويغيب الربط بين خطوطه الثلاثة التى كان كل منها فى واد مختلف عن الآخر.
ولم يختلف خطأ طريقة اللعب عن خطأ توظيف اللاعبين، والأبرز في ذلك خط الوسط بوجود الثلاثى إمام عاشور وأمامه السولية وأفشه وهى تركيبة أول مرة نراها في صفوف المنتخب فغاب عنهم التجانس ولم يستطيعوا التلاحم للسيطرة على منطقة المناورات وتركوها مساحات واسعة يمرح فيها الأثيوبين دون مضايقة.
وكذلك أراد إيهاب جلال أن يحظى باللاعبين أصحاب الأدوار المختلفة ومن يؤدون في أكثر من مركز، فإذ به يجرب زيزو في الشمال ومرموش في اليمين على عكس ما كانوا يؤدون به ولكنها تجربة حكم عليها بالفشل المبكر وهو نفسه أدرك ذلك بعد تقدم المنتخب الأثيوبي وأعاد كل لاعب لمركزه الصحيح.
الخلاثة أنك عندما تريد التجديد والتجارب ، عليك اختيار التوقيت المناسب وعندما يكون أمامك متسعا من الوقت، وعلى الأقل يكون مر عليك فترة قمت خلالها بتدريب اللاعبين على الطريقة والخطة التي ترغب في تطبيقها.. وليس تطبيقها ع السريع والسخن كده.
الحقيقة أن كل المنتقدين لإيهاب جلال واللاعبين لهم كل الحق فى ذلك، ليس بسبب الهزيمة أمام منتخب ضعيف فحسب، وإنما نظرا للأداء السيئ للغاية الذى قدمه الفريق القومى، ولو كان حتى خسر وقدم أداء مقنعا لوجدنا له الأعذار كونه ما زال فى بداية الطريق.
مباراة إثيوبيا لن تمر مرور الكرام على الجماهير المصرية، وستبقى نقطة سوداء دائما ما نتذكرها مع كل إخفاق، وإذا أراد اللاعبون والجهاز الفنى أن ينسوها للجماهير عليهم العمل بجد وتفان لتعويض ما فات، وتقديم ما يبرهن أنهم تعملوا من هذا الدرس القاسى الذى لن يفارق ذاكراتهم طوال مشوارهم فى الملاعب، ويدركون قيمة فانلة المنتخب التى لا يستحق أن يرتديها إلا المخلصون.. المتخذلين لأ.