مؤكد أن الدعوة إلى حوار يجمع كافة الأطياف والاتجاهات في مصر بمثابة بادرة أمل نحو مستقبل مشرق في ظل جمهورية جديدة تتسع للجميع، لذا فإننا نرى ضرورة اغتنام فرص النجاح في ظل حالة التوتر التي يعيشها العالم أجمع جراء الأزمات والتحديات العالمية، وذلك من خلال البحث عن نقاط الالتقاء أكثر من الخوض في تفاصيل نقاط الخلاف، ومن هنا ينبغى أن يكون حوارا وطنيا خالصا بعيدا عن الأغراض الخاصة، فلا يكون حوارا على أسس فئوية أو تعبيرا عن مصالح خاصة، إنما يكون حوارا يضع أولويات المرحلة والوطن عين الاعتبار.
فإذا أردنا حوارا يُكتب له النجاح، علينا التعلم من تجاربنا السابقة، لنكون أمام جدية وفاعلية ونتائج حقيقية، بل الأهم أن يفهم الجميع أننا أمام جمهورية جديدة تتسع للكل فلا وصاية على طرف من طرف آخر، وأن لا تختزل قضايا النقاش على السياسة، بل لابد من طرح القضايا التي تهم الناس، مثل الحالة الاقتصادية وملفات الفلاحين والتعليم والجامعات والصحة والدعم والقضايا الاجتماعية كمنظومة القيم والأخلاق والزواج المبكر وقضايا الشباب باعتباره قاطرة المستقبل.
وفي اعتقادى، أن أهم الأسباب التي تقود إلى نجاح الحوار، حرص المشاركين على طرح أفكار واقتراحات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، بعيدا عن الشحط أو التنظير أو الشو الإعلامى واستعراض العضلات، مع ضرورة مراعاة المشاركين لفقه الواقع والأولويات، لضمان الوصول إلى نتائج ملموسة.
وأرى أن تكون البداية بقضايا الاقتصاد والقضايا الاجتماعية، لأنه ليس كما يتصور البعض أن الحوار جاء من أجل قضايا الرأي والحريات والأحزاب، فنعم الشق السياسى أمر مهم ولابد منه، لكن الأولوية لرجل الشارع الآن فهى للاقتصاد وتحسن مستوى المعيشة، غير أن الاقتصاد أصبح لغة العالم الآن، فبه تبدأ كافة القضايا وتنتهى أيضا، فهو ممثل في رغيف الخبز والتعليم والصحة، وكذلك قضايا البطالة والوعى ورغيف الخبز كلها قضايا أصبحت في ظل الانفتاح والعولمة قضايا اقتصادية من الدرجة الأولى.
وأخيرا.. نستطيع القول، إنه في ظل وجود كيانات ونخب متهمة دائما بأنها بعيدة عن نبض الشارع وحياة الناس، فإتاحة فرص المشاركة لجميع الفئات بعيدا عن حصرها في هذه الكيانات أو الاقتصار على النخبة والأحزاب، أمر مهم وضرورى لضمان النجاح وتحقيق نتائج تصب في مصلحة بناء الوطن والارتقاء بمستوى معيشة المواطن وتساعد في مواجهة التحديات العالمية التي تعصف بالعالم.