تحدثت في مقال سابق حول فكرة استطلاعات الرأي للمصلين، وضرورة تطبيقها خاصة حول خطبة الجمعة، ويزيد عليها الدروس التي عادت للمساجد مرة أخرى، ووفق تصوري وقتها كان الاستطلاع يعتمد على فكرة الاستمارة التي يتم وضعها من قبل المتخصصين ويتم توزيعها على المصلين، ثم جمعها للتحليل والدراسة والتقييم ثم اتخاذ الإجراءات الواقعية التي تناسب آراء المواطنين، و حتى يمكننا الاعتماد على فكرة التنقية لخطباء المساجد والأئمة بحيث يستمر من يمتلك فكرة المعلومة الصحيحة والطريقة السليمة في الإلقاء و جذب المواطنين، فلا يعقل أن يتم تطوير أداء الأطفال والطلاب، ثم نترك ذويهم ومن هم مسئولين عنهم دون تقويم و ضبط و معرفة حقيقية، و أحد وسائل التعليم لأولياء الأمور هي دور العبادة سواء مسجد أو كنيسة.
و لذلك يجب أن نبحث عن بدائل أكثر عملية في فكرة تقييم الخطباء و أئمة المساجد عبر وسائل حديثة، ونحن مقبولون على أجازة نهاية العام الدراسى، فلو أمكن توقيع برتوكول بين وزارة التعليم ووزارة الأوقاف، بحيث يكون للطلاب دور مجتمعى هام وهو ببساطة يتلخص في تسليم التابلت الخاص بهم للمساجد كلا في منطقته، بحيث يتم توزيع على كل مسجد ما بين 7 إلى 10 تابلت، و يوضع على تلك الأجهزة برامج واستمارات تقييم الخطبة و الدروس الدينية، وتوزع بشكل عشوائي على المصلين، و يتم استلامها في نهاية الخطبة، بحيث يتضمن التابلت برامج للتقييم تضم أسئلة حول المعلومات الواردة في الخطبة وأسلوب الخطيب و مدى الاستفادة وكذلك ما تريد أن تسمعه في خطب الجمع المقبلة، وبذلك نكون قد أوجدنا وسيلة تفاعلية حقيقية في التقييم، ثم أيضا أمكننا خوض التجربة لمدة شهرين أو ثلاثة، هي مدة أجازة نهاية العام، وتكرر التجربة سنويا فقط، ويعود التابلت للطلاب بعد ذلك، وبذلك نكون قد حققنا تجربة الاستفادة من عنصر موجود، وكذلك طورنا عنصر آخر به، أو لو استحال تطبيق ذلك المقترح يمكننا الاستعاضة عن ذلك بالتعاقد مع إحدى الجهات الحكومية التي تصنع التابلت، بحيث نوفر العدد المطلوب والذى يمكننا الاستفادة منه أيضا في تطبيق التجربة الهامة والضرورية، والتي تتماشى مع فلسفة إدارة الدولة الجديدة.
فلا يعقل حتى الآن لا يوجد آلية حقيقية يمكنها تنقية الخطاب الدينى في المساجد، بعد أن استطعنا ضبط موضوع الخطبة ووقت تناولها، لذلك يجب أن نذهب لفكرة الجودة الحقيقية التي تجذب المصلين للمساجد، و لا نتركهم لمجرد فرض يقومون به أسبوعيا دون عائد أو فائدة، و حتى نستوعب أن لخطبة الجمعة تأثير يمكنها أن تغير في مستقبل أسرة أو قرية، لو استفاد المصلين من الخطباء على المنابر بالشكل السليم، و حتى يمكننا توجيه الطاقات من الأئمة الذين سيرسبون في التقييم إلى إدارات أخرى أو وضعهم في دورات تدريبية وتأهيلية جديدة حتى يصلوا للمستوى المطلوب.