فى ظل سيطرة الحياة المادية، وغياب القيمة والروحانيات المجتمعية والإيمانية فى عالم افتراضي ساهم باتفاق الجميع على التفكك الأسري والانطوائية والعزلة، وعقوق الوالدين، وكثرة الجرائم الأخلاقية والعائلية، وخلق حالة من الازدواجية أنتجت الإحباط وعدم الرضا، ليكون نتاج ذلك ما نراه يوميا من جرائم عائلية وأخلاقية ومشاهد وتصرفات وسلوكيات - ما أنزل الله بها من سلطان - هى بالفعل أفعال دخيلة على مجتمع تميز بصفات الشهامة والجدعنة والمروءة والتفاؤل ومواجهة التحديات بالإرادة والعزيمة.
لذلك، فإن قناعتى رغم هذه الحوادث والتصرفات المؤسفة، إن مجتمعنا بخير وقادر على مواجهة هذه الحرب الشرسة والانتصار فى معركة الوعى، وأرى أيضاً أن مهما حققت حروب الجيل الرابع والخامس من أفاعيل، فإن هناك بارقة أمل للخروج بسلام لأكثر من سبب، أولهم، حفظ الله تعالى من فوق سمواته هذه الأرض المباركة المحروسة، ولأن لدى إيمان بقدرة المصريين على مواجهة هذا التهديد والتحدي، فالتاريخ حافل بانتصارات عظيمة للمصريبن وقدرتهم على مواجهة كافة الأخطار والصعاب مهما كانت التكلفة ومهما طال الزمن.
لذا، نتوجه بدعوة للتفاؤل، فما أجمل الأمل، وما أصعب اليأس، وما أخطره، ولكى نفوت الفرصة على أعداء الإنسانية من ضرب هويتنا وقيمنا ونشر اليأس والإحباط فى مجتمعنا، فنعم للأمل، ولا لليأس لأنه مدمر للنفوس، وقد نهت كافة الأديان عنه، فقد نهى الإسلام الحنيف عنه، بقول الحق جل شأنه ، "أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالّون.
وختاما، علينا بالتفاؤل والأمل فى ظل التسلح بالحماية والوعى والعمل من أجل مجابهة هذه الأخطار ، مع أهمية الثقة بربنا عز وجل، فإن كان الإنسان في ضيق، فليعلم أن خزائن الله ملأى لا تنفد، وأن الأيام دول بين عسر ويسر، فغني اليوم قد يكون فقير الغد، وفقير اليوم قد يكون غني الغد، وما دمت تؤمن أن الرازق موجود فلا تخش الفقر.. فنعم للأمل ولا لليأس..