مصر 30 يونيو.. والمعجزة الاقتصادية

من المؤكد أن محور التنمية المستدامة محور مهم فى الحفاظ على الأمن القومى لأى دولة، ودونه لم تستطع أى دولة التقدم نحو الأمام، وهذا ما حرصت عليه مصر 30 يونيو بكل قوة وإصرار، ففي ظل محاربتها للإرهاب وتثبيت أركان الدولة وقيادة حرب ضد المتطرفين من أجل البقاء، لم تهمل التنمية بل اعتمدت عليها كسلاح مهم وفعال في محاربتها للإرهاب، لنكون أمام معجزة اقتصادية بمعنى الكلمة وكنا كتبنا سلسلة مقالات بشأن ما يميز رؤية مصر 2030، موضحين بكافة الأرقام والبيانات ما تحقق على أرض الواقع بالفعل، نذكر بعضها فى هذا المقال، ونحن نحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو، للتأكيد على ما تحقق فعلا وليس كلاما. فالمتتبع يجد أنه قد تحققت طفرة حقيقية فى مجال البناء والتعمير والزراعة والصناعة وكافة المجالات للارتقاء بالقطاع الاقتصادي وبحياة المصريين، وذلك من خلال العمل على بناء الإنسان والحجر معا، ليكون المصريين أمام جمهورية جديدة تشهد العديد من المشروعات القومية الكبرى، والتي لم تأت من قبيل المصادفة، وإنما تأتى من قبيل إرادة وعزيمة صادقة للقيادة السياسية، والأخذ بفكر منهجي علمي مكن الحكومة من تحقيق هذه النجاحات، والتي تعد معجزة اقتصادية تتحقق فى ربوع مصر كلها. ومصر 30 يونيو بالفعل، حققت معجزة اقتصادية، وهذا ليس كلامنا فقط إنما رأى كافة المؤسسات المالية الدولية والعالمية، لصمود الاقتصاد المصرى أمام كافة الأزمات، خاصة فى ظل جائحة كورونا، وتحقيقه معدلات نمو غير مسبوقة. وأعتقد أيضا أن هذا لم يأت من فراغ، إنما جاء بناء على إرادة وعزيمة وذلك من خلال وضع رؤية استراتيجية تحرص فى الأساس على الارتقاء بجودة حياة المواطنين أولا، ليكون هناك عدالة في توفير الموارد واندماج بين الريف والحضر، وهذا ما تحققه الدولة الآن من خلال المشروع الضخم "حياة كريمة" الذى يعمل على بناء المواطن الريفي وتوفير كافة الخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية بالقرية الريفية من جانب، ومن جانب أخر مواجهة الزيادة السكانية، التي تمثل الخطر الأكبر في المستقبل. غير أنها حرصت مصر 30 يونيو على زيادة الرقعة المعمورة، وتطوير العمران القائم، لتحسين جودة الحياة في الريف والحضر، عبر تنفيذ مجموعة عملاقة من المشروعات الكبرى، وبالفعل أصبح لدينا الآن 30 مدينة جديدة، سواء تم تنفيذها أو مخطط تنفيذها خلال ثلاث أو أربع سنوات قادمة، بتكاليف استثمارية تصل إلى 700 مليار جنيه، منهم 22 مدينة بالفعل تم البدء فيها، ونموذجا على ذلك مدن الجيل الرابع الجارى تنفيذها تتضمن العاصمة الإدارية الجديدة، ومدن المنصورة الجديدة، ورشيد الجديدة، والعلمين الجديدة، وشرق بورسعيد، ورفح الجديدة، وبئر العبد الجديدة، والجلالة، وامتداد مدينة الشيخ زايد، وتوشكي الجديدة، بالإضافة إلى عدد من المدن مخطط لها وتنفيذها خلال سنوات قليلة مقبلة، ناهيك عن إنشاء شبكة قومية من الطرق، يراها كل من يذهب أو يسير في أي طريق من طرق المحروسة، فيجد أيادي التعمير والبناء والمعدات تعمل ليل نهار، ليتم تنفيذ أكثر من 7 آلاف كم من الطرق الجديدة و 5 آلاف كم من رفع الكفاءة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية والبرية والجوية، مثل برنيس وجرجوب، وأبو قير بالإضافة إلى رفع كفاءة كل الموانئ القائمة لتصبح مصر مركز للتجارة العالمية، وكذلك الإنجاز في إنشاء شبكة جديدة من القطارات وخطوط النقل، من خلال، تطوير القائم، ويتم بالفعل لنحو 9570 كم من شبكة السكك الحديدية الحالية، تخضع للازدواج والميكنة ونظم الإشارات الحديثة، مع إضافة أسطول جديد من الجرارات والقطارات، والاتجاه إلى المشروع العملاق القطار الكهربائي، والمونوريل، الذى يربط كل المدن في إقليم القاهرة الكبرى، إلى جانب إنشاء شبكة جديدة للسكك الحديدية باستخدام القطارات الكهربائية فائقة السرعة. والمقدر، أن مصر 30 يونيو وضعت خطة طموحة لاستصلاح الأراضي وزراعتها في العديد من المناطق، وأبرزها مشروع إنشاء 100 ألف صوبة زراعية، والعمل على استصلاح أكثر من 2.5 مليون فدان، إضافة إلى المشروع الأضخم وهو التحول إلى أنظمة الري الحديث، وبالفعل تم تنفيذ هذا العام أول مليون فدان ضمن هذا المشروع، وكذلك مشروع تبطين الترع، بل سعيها الحقيقي للحفاظ على كل قطرة مياه، خلاف حرصها على إدارة ملف الإسكان الاجتماعى، من ووضعها من الأولويات ، حيث وصلت الاستثمارات في مجال الإسكان إلى ما يقرب من تريليون جنيه، فكلنا رأينا مشروع المليون وحدة سكنية، وكذلك سعى الدولة في استكمال مليون وحدة سكنية على مدار 5 سنوات، إضافة إلى ما تفعله الدولة في ملف العشوائيات، من خلال مشروع الإسكان البديل للمناطق غير الآمنة لإنهاء معاناة نحو 240 ألف أسرة، ليجدوا مناخا صحيا وسليما وآمنا، إضافة إلى ما تفعله في ملف الحماية الاجتماعية، وخير دليل على ذلك النجاح الباهر والإعجازي لبرنامج "تكافل وكرامة" التي يحقق العدالة الاجتماعية من خلال الارتقاء بملايين الأسر المصرية وتحسين مستواهم المعيشى. وأرى أيضا أن أعظم ما فعلته مصر 30 يونيو، هو العمل بناء الإنسان ، فكان هناك إنشاء 25 جامعة حكومية وخاصة وأهلية جديدة، إضافة إلى إنشاء نحو 80 ألف فصل جديد لنستوعب الزيادة السكانية الكبيرة، كما تم إدخال نماذج جديدة من المدارس لتطوير الخدمة، مثل مدارس النيل والمدارس المصرية اليابانية، أما فيما يخص الصحة، فنال هذا القطاع إرشادات دولية كبيرة بعد مبادرات الرئيس التي حققت الهدف ورفعت من مستوى صحة المصريين، مثل مبادرة 100 مليون صحة وقوائم الانتظار والقضاء على فيروس سى، ومبادرة صحة المرأة بجانب المشروع الأضخم وهو البدء الفعلى فى تنفيذ مشروع التأمين الصحى الشامل، ولا ننسى ما تفعله الدولة وما فعلته في أزمة كورونا، سواء بقرارات المواجهة أو بتوفير اللقاحات الآمنة للمصريين، أو بمساعدة القطاعات التي تأثرت بالأزمة، ليكون نتاج ذلك الارتقاء بصحة وحياة المصريين. وأخيرا.. نقول إن مصر 30 يونيو حققت نجاحات على كافة المستويات، ولم تشغل بالملف الأمنى والإرهاب فقط رغم أهمية ذلك، لكنها حرصت كل الحرص على تحقيق تنمية شاملة في كافة القطاعات والمجالات تشبه فعلا الإعجاز وتؤكد أن هناك رؤية ثاقبة نحو المستقبل وإرادة قوية في البناء والتعمير، رغم كل التحديات والظروف التي تواجهها الدولة سواء على صعيد الأمن القومى على الحدود أو الأمن القومى المائى أو على صعيد مواجهة الإرهاب، لكنها رغم هذه التحديات نجد الدولة تواصل العطاء ووراؤها مواطن يؤمن بما تفعله دولته.. حفظ الله مصر القوية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;