مؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي يجرى عليها من الأحكام الشرعية عند الله وعند الناس ما يجرى على سائر أفعال المكلف وأقواله، فإذا أحسن استخدامها فيما ينفع نفسه أو غيره أجر وشكر، وإن استخدمت فيما يضر نفسه أو الأخرين أوخذ بتصرفاته، وفى إطار مواصلتنا لكتابة سلسلة مقالات عن الوعى وصناعته لمواجهة أخطار وتهديدات السوشيال ميديا نتحدث اليوم عن هاجس الشهرة السريع لرواد هذه المنصات الرقمية، بعد أن رأينا كثيرا يوظفها لبث السموم والتوغل فى خصوصية الأنام، بهدف زيادة المتابعين لهم، وجمع اللايكات الحرام، وخلق حالة فوضوية، لبث الخوف من المستقبل.
والمتتبع، يجد أن هذا العابث الباحث عن الشهرة الحرام يرسل «عابثاً» صور الآخرين الخاصة، أو بث مقاطع فيديو مفبركة، أو نشر شائعات فتتلقفها الأعين وترددها الألسن، كل ذلك بغرض شهرة افتراضية، أو كسب مال على حساب عرض الوطن وقدسيته.
لكن الخطورة في اعتقادى، إن جماعات ضلال، لم تفوت الفرصة، بل استخدمت تلك الوسائل الحديثة مسرحا لبث سمومها، وخدمة أهدافها، من خلال تشويه سمعة الأوطان، ونشر معلومات وأخبار كاذبة مغلوطة لخلق حالة من الفوضى وحالة عدم الرضا في المجتمعات، إضافة إلى جذب الشباب إلى جماعاتهم التكفيرية، لتجنيدهم بعد غسل العقول من خلال التشكيك في التراث، أو فبركة ما يرونه حسب الأهواء والميول.
وأرى أن دائما أصحاب الشهرة الحرام يتفننون في المحتوى الفارغ، أملا فى حصد ملايين المشاهدات مهما تكلف ذلك من هدم أسس ومبادئ المجتمع، سواء بنشر الرذيلة أو نشر شائعات هدامة غير عابئين بالمصلحة العامة، فمن ينكر امتلاء مواقع ومنصات السوشيال ميديا بصور ومقاطع مرئية مُصورة خادشة للحياء، وأفعال فاضحة مخلة، وإعلانها بالطرق المُتقدمة دعوة تتضمن إغراء بالدعارة ولفت الأنظار، فليس غريبا أن نجد سيدة تعرض غرفة نومها علانية، أو نرى رجلا يعرض أدق أسرار حياته دون حياء أو رجولة.
وأخيرا.. لا نمتلك إلا أن ندق ناقوس الخطر، وموجهين دعوة للدولة ومؤسساتها، وعلى رأسها الإعلام بالقيام بتثقيف المجتمع بالمخاطر التى تترتب على هذه السلوكيات، ويجب على الأسر أن يكون لها دور أكبر في الرقابة على الأبناء، والعمل على توجيه طاقاتهم في المسار الصحيح وبصورة تبعدهم عن الفراغ الذي يمكن أن يدفعهم للبحث عن وسيلة للخروج من هذه الفجوة دون التفكير في سلبياتها..