لعلي واحد من آلاف المصريين الذين يعانون يوميا من تحكمات سائقي الميكروباص في الركاب لاسيما عند تحصيل الأجرة كاملة وفقا لشروطهم العمياء، في حين ورغم موافقة الزبون.. هذا السائق لا يُكمل بالراكب الخط حتى نهايته بأجرته الرسمية المقررة، أي أنك إذا ركبت معه ستكون تحت إمرته سواء في تحصيل الأجرة مضاعفة أو في تعريض حياتك للخطر "وأنت وحظك".
ظاهرة "تقطيع الأجرة" باتت أسلوب حياة عند سائقي الميكروباص، فمثلا أنا أركب يوميا على خط "حلوان – الجيزة أو التحرير" والعكس عند العودة، أعانى بشدة مثل غيري من المواطنين - كل في عمله- في إيجاد سيارة تأخذك من مكانك وحتى نهاية الخط وبأجرة واحدة، وقد تكون الأعداد الكبيرة لكل الناس المتلهفين لركوب مواصلة مطمع لأغلبية السائقين -إلا من رحم ربي- لتقطيع الأجرة وتحصيلها من نفس الشخص مضاعفة مرتين وثلاثة لتوصيله إلى نهاية الخط.
سائق الميكروباص رغم كونه فردا واحدا وقد يكون شابا صغيرا، لكنه يتحكم في 14 راكب في سيارته في موقف يتعجب له الجميع رغم أن "الكثرة تغلب الشجاعة"، والغريب في الأمر أن السائقين إذا لم يتمكنوا من فرض شروطهم في تحصيل الأجرة مضاعفة من الناس، إلا أنهم يستخدموا حيلا وألاعيبا ترهب الركاب حتى تجبرهم على القبول بشروطه عند الركوب معه مرة أخرى، كاللجوء إلى السرعة الزائدة لإيثار قلق الناس على حياتهم، رغم أن ذلك قد يقلب في النهاية إلى أمورًا لا تحمد عقباها.
هنا يجب أن تنمو وتعلو ثقافة المواطنين لحماية أنفسهم من استغلال بعض السائقين عديمي الضمير، فعليهم أن يواجهوا السائق بقوة إذا فرض شروطه وحيله الخبيثة، باللجوء إلى الشرطة التي تمثل العدو اللدود لهذه الفئات من سائقي الميكروباص، كما يجب تغيير ثقافة "يا عم يالا خلينا نمشي.. ده جنيه أو نص جنيه مش هيفرق في حاجة"، بجانب العزوف عن ركوب السيارات في حال فرض السائق شروطه بتقطيع الأجرة بشرط اتفاق الجميع على ذلك.
بالفعل "اليد لوحدها لا تصفق" والاتحاد قوة تبلغ بها ما تريد، فإذا وجد السائقين أنفسهم في موضع محرج وسياراتهم ستكون خالية من الركاب، سيتراجعون عن كل ما يقومون به مع الزبائن سواء من تقطيع أجرة أو فرض رسوم زائدة بداعي زيادة الأسعار وغيرها من "الشماعات" التي لا تثمن ولا تغني من جوع، فاتحدوا يا أيها الناس في مواجهة هذه الفئة الضالة التي لا تخاف ولا تختشي.