" منتدى الإبداع ".. اكتشاف لكنوز مصر

أغلى كنوز مصر هي الثقافة، وأعظم ما تملكه الدولة المصرية هي القوة الناعمة، التي تستطيع أن تتحرك في الوقت المناسب لتشكل الوجدان المصري وتصنع منه القدرة الهائلة على الالتحام مع أى من القضايا الوطنية. القوة الناعمة المصرية، تمثل القدرة الشاملة لمصر، ومنها نؤكد على أن بلدنا أصبح الآن القوة العظمى الرئيسية فى المنطقة عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً. مصر واحدة من أهم القوى العظمى على مستوى العالم من حيث الفنون والآداب، والعلوم منذ فجر التاريخ. هي الدولة وهو الشعب، الذي كان أول من رسم وعزف ورقص وصاغ المعاني، وقدم أفضل الألحان، وأعظم الأغاني تلك هي القوة الناعمة المصرية، عبر التاريخ. مكانة مصر في عالمها العربي ومحيطها الاقليمي لم تأت من فراغ، لكنها مستمدة من قوتها الناعمة، التي غزت قلوب الشعوب العربية، بالفن والآداب والصحافة واحتلت الوجدان بالقلم والميكروفون والكاميرا والصوت الإذاعي عبر الأثير. في أوقات كثيرة تفرق العرب لاعتبارات سياسية أو مصالح اقتصادية، لكنهم توحدوا على الأغنية المصرية، توحدوا على صوت كوكب الشرق أم كلثوم وألحان رياض السنباطي وعبد الوهاب وقراءات شيوخ التلاوة، محمد رفعت ومصطفى إسماعيل والحصري وعبد الباسط عبد الصمد، وابتهالات النقشبندي، ونصر الدين طوبار وأفكار العقاد وطه حسين وروايات نجيب محفوظ، وما زالوا يجتمعون حتى الآن على خواطر الشعراوي، وفن عادل إمام وغناء عمرو دياب، ومحمد منير وأشعار الأبنودي وجويدة وجمال بخيت ومدحت العدل وأدب جمال الغيطاني، ونجوم الموسيقى ومؤلفيها عمر خيرت، وميشيل المصري، وعمار التشريعي، وياسر عبد الرحمن وغيرهم. في أحلك الأوقات، يلتئم الشمل العربي، حينما يتردد نشيد الوطن الأكبر أو تصدح الإذاعة بصوت سيد مكاوي، وهو يغني الأرض بتتكلم عربي. في الرياضة تدوي هتافات الفرحة لانتصار المنتخب المصري، في كرة القدم، واليد وفوز أبطالنا في الأولمبياد. سماء الرياض وأبو ظبي والكويت والمنامة ودمشق وبغداد وطرابلس وصنعاء وكل العواصم العربية تدوي معنا مثلما ندوي في سماء القاهرة. مصر لديها تراث حضاري فريد، ومخزون ثقافي هائل، ولدينا حاضر زاخر بالمبدعين من الشباب، ولسنا في حالة جدب ثقافي، ولسنا نعاني من عقم في ميلاد المبدعين.. ولكن تظل القضية دائما في اكتشاف المواهب وآلية دعمها والمؤسسات التي ترعاها. ثروتنا من الإبداع في كل المجالات كاملة كخبيئة تحتاج من ينقب عنها، ومن يكتشفها، تحتاج من ينفض عنها غبار النسيان، ويعرض روائعها وكنوزها، فخلال 100 عام وأكثر عاشت مصر أربع ثورات كبرى، أهم ما زرعته هذه الثورات هو التأثير الثقافي، والذي انعكس بتدوين لأحداثها في أعمال إبداعية، لا زالت تعيش حتى اليوم. بزوغ الأمل الحقيقي، كان بعد انفجار ثورة 30 يونيو، وظهور بواكير نتاج هذه الثورة الكبرى في جيل جديد من المبدعين، يحتاج الى مناخ محفز وتشجيع صادق. مصر في حاجة إلى مشروع ثقافي ينطلق من ثوره 30 يونيو، ويتأسس على النهضة الجارية، في تطوير وتشييد منشآت ثقافية وحضارية كبرى، ويعبر عن الجمهورية الثانية، ويستهدف اكتشاف الموهوبين والمبدعين في كل مجالات الثقافة على اتساعها. وانا على يقين من أن هناك اهتماما شخصيا من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي برعاية الموهوبين، وتجلى ذلك على مدى السنوات الثمانية الماضية، حيث كان يحرص سيادته دائما على ان يكلم المبدعين في كل المجالات دون تمييز بين مجال او اخر وهو ما يعكس رغبة من القيادة السياسية في دفع وتنميه واكتشاف المبدعين. في اعتقادي أن إطلاق الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لمنتدى الإبداع يمثل خطوة على ذلك الطريق، ويمثل اكتشافاً حقيقياً، للمواهب من كل الأعمار، وفي كافة المواقع الجغرافية دون تمييز. وفي هذا الإطار، نستطيع أن نقول إننا على الطريق الصحيح، نحو المشروع الثقافي المنشود للجمهورية الجديدة، فهذا المنتدى هو دعوة صريحة لاكتشاف المواهب وربما هذا هو الدور المنوط به مؤسسات الدولة، خاصة حينما يكون ذلك بتوجيهات من السيد رئيس الجمهورية، لاكتشاف المبدعين المصريين في كافة المجالات وإتاحة الفرصة أمام الجميع. مصر لن تتقدم إلا بتجديد الدماء، واكتشاف المواهب في كل مكان دون تمييز. مشروع مصر الثقافي لابد وأن يتناسب مع تاريخها الطويل ومع قوتها الناعمة، التي تستمد عظمتها من موروثها عبر آلاف السنين. [email protected]



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;