"مط ونحت" الدراما.. والتوقيت المثالى لإسدال الستار

على عكس السابق فى الأعمال الدرامية خلال العقود الماضية، أصبحت موضة "المط والنحت" دارجة بشكل كبير وسط أعمال الشاشة الصغيرة خلال الفترة الحالية، فسابقا كانت تلك الأعمال منذ أن تم منحها الضوء الأخضر وكان القائمون عليها يعلمون جيداً محطتهم الأخيرة فى إسدال الستار على حبكتهم الدرامية التى تعتمد على قصة محورية دون الانخراط فى تفاصيل أخرى، وهو عكس ما يحدث حالياً فى موضة المواسم اللانهائية من الأعمال الدرامية التى نجحت فى حجز مقعد لها وسط الكبار. وتشهد تلك الفترة فى صناعة الدراما العالمية تغييرات جديدة تتطلب دليلا يوميا للمشاهد لتذكيره بالأحداث المسترسلة التى تتم إضافتها للحلقات من أجل زيادة المواسم و"نحت" المسلسل لحصد أكبر عدد ممكن من النجاحات، وهو ما ينجح القائمون على العمل الدرامى فى حصده بالفعل، متغافلين على النجاح الطويل التى سيحجزه العمل وسط الكبار، فكلما زادت الحلقات التى لا تحتوى على مشاهد مؤثرة ورئيسية للمسلسل فى منتصف الحبكة قل معها حماس المشاهد الذى كان فى توهج مستمر فى بداية الحبكة، ليتحول المشاهد من مستمتع لشخص مجبر على الانتهاء من المسلسل التى شبه تورط فى مشاهدته. لاحظنا تلك التغييرات مؤخراً فى عدد من الأعمال التى كان نجاحها مثل الفنار تجذب السفن العملاقة من وسط المحيطات لفنار لم يستطع جذب شخص غارق على بعض أمتار من الشاطئ، فكانت تلك الأعمال تبدأ بأحداث ساخنة وسريعة للغاية وتحولات نمطية ومؤثرة، ومن ثم تتباطأ تلك الأحداث بشكل مبالغ فيه ليضطر القائمون على المسلسل لـ"حشو" بعض الشخصيات والأحدث الفرعية التى لو تمت إزالتها لن يشعر المشاهد بفارق كبير، ليفقد المشاهد حماسه فى مشاهدة العمل على نفس وتيرة تباطؤ الأحداث. المقاييس الجديدة التى أصبح يعتمدها القائمون على الدراما فى نجاح أعمالهم نتج عنها سوق دراما مضطرب وعقلية مشاهد متورط فى المشاهدة لمعرفة النهاية فقط وليس للاستمتاع بالعمل الدرامى الذى كان ينصح به الكثيرون لمشاهدته للاستماع، فتلك التغيرات الجديدة أصبحت مصيدة لجذب المشاهد ومن ثم تعذيبه عن طريق "الملل" فى مط وشد الأحداث. المقاييس والتغييرات الجديدة التى طرأت على الصناعة هى تطور جديد لظاهرة النحت التى انتشرت فى سوق الشاشة الصغيرة والكبيرة خلال الفترة الأخيرة، والتى افقدت عنصر مهم جداً للمشاهد وهو "التوقع"، فهناك الكثير من الاعمال التى يتم نحتها من أعمال أخرى بإضافة بعض التفاصيل والحيل الصغيرة التى لم تنطو على المشاهد الذى أصبح الحكم الأول والأخير. كل تلك التغيرات جعلتنا نطرح تساؤلاً "لماذا لا يتم اسدال الستار على تلك الأعمال الناجحة فى التوقيت المناسب؟ هل أصبحت النجاحات التى يبحث عنها القائمون على تلك المسلسلات هى نجاحات لحظية؟ ولماذا أصبح الهدف هو "تمليل" المشاهد وليس امتاعه؟ نتمنى العودة للدراما التى ما زالت عالقة فى الأذهان، ونتمنى من صناع الدراما الجديدة اختيار التوقيت المناسب للاعتزال وإسدال الستار على غرار لاعبى كرة القدم الذين يقررون مغادرة الملعب فى أشد فترات توهجهم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;