في ظل الصراع الدائر في كثير من مناطق الصراع خاصة في الشرق الأوسط، الكل يتساءل لماذا يطول أمد الصراع ولا حل على الإطلاق رغم تدخل المجتمع الدولى عبر منظماته الأممية ومؤسساته الدولية، فالناظر إلى ما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا وقبلهم العراق يجد أنه قد مرت أعوام وراء أعوام وذهب مبعوث أممى ورحل أخر وعقدت منتديات ومؤتمرات للم الشمل، لكن لم تُسفر حتى الآن عن أي حوار أو اتفاق أو تسوية، وما زال الدم ينزف والأوطان تتقسم، والميلشيات تعبث في مقدرات الدول، والمرتزقة يسلبون وينهبون ويتحكمون، وتحولت دولا لمراكز لبيع السلاح، وهُجرّت ملايين الأسر، وعانت دول الجوار من اللاجئين، فلا ديمقراطية تحققت، ولا رفاهية حدثت، إنما شُردت الأطفال، ودُمرت الأوطان.
لذلك، فإن جُلً اعتقادى، أن القوى الفاعلة في المجتمع الدولى، ترى أن مصالحها أكثر أمناً في ظَّل وجود الفوضى، حيث تقوم سياستها دائما على استمرار خلق وتغذية النزاعات والصراعات في تلك المناطق، وهذا يتضح جلياً من خلال مواقفها المتناقضة، فتارة تجدها تؤيد الحكومات الشرعية في مناطق الصراع ثم تتعنت معها، وفي الوقت ذاته تتحدث عن أنه الحل لن يتم إلا عن طريق الحوار، لكنها ترفض التدخل والانخراط الحاسم في حل هذا الصراع.
بل العجيب، أنها تارة أخرى تشعُر أنها في حالة تناغم عجيب مع الجماعات الإرهابية مثلما الحال في اليمن وسوريا، بل تتقاطع سياستها الخارجية مع تمدَّد طهران مثلا، دون اتخاذ أي إجراء يؤمن دول الحلفاء، وكل هذا يتم من خلال إجادة لعبة خلط اﻷوراق، ورغبتها الدائمة فى نقل الصراع من المستوى المحلى إلى مستوى إقليمى ودولى، لضمان تدخلها وسيطرتها على مجريات الأحداث لتحقيق الأجندات الخاصة والمصالح وبسط النفوذ.
وأخيرا.. أعتقد أن خير نموذج على هذا، هو حرب أوكرانيا التى كشفت وقامت بتعرية كثير من هذه المفاهيم والمعايير الدولية، وأكدت ازدواجية التطبيق على الأرض، بل أكدت قطعا وثبوتا كثيرا من الزيف والتضليل، وأن الشعوب في ظل هذه النظام العالمى القائم على هذه المعايير لا قيمة ولا وزن لها، وهو ما يتطلب منا جميعا الوعى بما يحدث فى العالم لندرك خطر الانقسام والاستقطاب، وأن نعى أن الوحدة الوطنية والتضامن هو طوق النجاة..