المتابع لصفحات الحوادث المتخصصة خلال فترة العيد، يكتشف أنها تموج بحوادث الطرق والغرق، حيث غرق نحو 23 شخص، وحصدت حوادث الطرق أرواح نحو 32 شخص وأصيب 154 آخرون، وفقا للتقديرات الإعلامية.
البعض يهرب من الحر للغرق، حيث شهدت الشواطئ خلال فترة العيد، إقبالا كبيرا من المواطنين، الذين استغلوا اجازات العيد، في الاستمتاع بالمصايف، وما أن "دقوا الشماسي"، حتى بدأت المياه تبتلع أرواح عددا من الشباب، خاصة ممن لا يجيدون السباحة، فضلا عن غرق بسبب الصبية في الترع بالأرياف.
لم تكن حوادث الغرق بمفردها التي حصدت الأرواح، ولكن حوادث الطرق ونزيف الأسفلت كان له النصيب الأكبر في وفاة المواطنين، لا سيما الشباب، مع السرعات الجنونية للبعض، ممن يستغلون فضاء الشوارع، ويتحركون بسرعات كبيرة، الأمر الذي أدى لوقوع عددا من الحوادث، كان لمحافظة الشرقية النصيب الأكبر منها.
والمفجع في حوادث الطرق بالعيد، أن معظمها حصدت أرواح أسر وأقارب، مما زاد وعمق الحزن في القلوب، حيث خطف الموت شابا وخطيبته، وشقيقين، وسيدة وطفلتها وشقيقتها وخطيب الأخيرة، وزوجين وطفلهما، كل ذلك في الشرقية.
المتابع لأرقام المخالفات المرورية، يكتشف أن العامل البشري يقف خلف أكثر من 75 % من هذه الحوادث، لا سيما السرعة المرتفعة، ورغم الجهود الأمنية المبذولة في هذا الصدد إلا أن البعض يعشق السرعة المرتفعة معرضا حياته وغيره للخطر، فلك أن تتخيل أنه خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، تم تحرير 3285 مخالفة تجاوز للسرعة بالطرق والشوارع الرئيسية.
الأمر يحتاج لمزيد من التوعية، حتى نحافظ على أرواحنا، وأرواح الآخرين، ولا نجعل الموت يرفرف فوقنا بسبب أخطاء بشرية قاتلة.