لا حديث يعلو في منصات التواصل الاجتماعي عن الحديث حول اللاعب الخلوق أحمد يحيى الذي ترك ملعب مباراة "الاتحاد السكندري وسيراميكا"، قبل استكمال اللقاء، نظراً لتعرضه لكثير من السباب من جماهير الاتحاد الموجودة بالمدرجات، بعد استقبال شباكه 5 أهداف، حيث كان اللاعب يخوض اللقاء بعد أقل من 48 ساعة فقط على وفاة شقيقه.
دموع "يحيى"، حركت المشاعر، وتفاعل معها الجميع، وتضامنوا مع هذا اللاعب الخلوق، المشهود له بحسن الخلق، والابتسامة التي لا تفارق وجهه أبدًا.
دموع "يحيى" أوجعت الكثيرين، هذه الدموع الصادقة التي جاءت بعد حزن شديد يعيشه هذا الحارس، الذي فقد شقيقه، ثم فقد المعاملة الحسنة من الجماهير التي توحشت وباتت بمثابة وسيلة ضغط على بعض اللاعبين.
"أحمد يحيى" مثل كثيرين غيره، يؤدون عملهم بالرغم من أنهم يعيشون ظروفًا خاصة، وألما يعتصر القلوب، هؤلاء الأشخاص الذين يتحركون في الشوارع أحيانا، ويمكن أن تقابلهم في مكان عام أو وسائل مواصلات وتتعامل معهم بقسوة، دون أن تدري ما يعانوه من حزن أو ألم، بسبب فراق حبيب أو قريب.
"الرحمة، والود، والرفق"، في التعامل مع الغير، قيم يفتقدها البعض خلال هذه الأيام، حيث بات التعامل مع الغير أكثر قسوة وغلظة، وغابت الإنسانية عن البعض، وظهرت قلوبا أشد قسوة من الحجارة.
"الجماهير" في المدرجات في حاجة لعملية ضبط وربط من جديد، حتى تنتهي الهتافات المسيئة، والأفعال التي تتعارض مع قيم وثوابت المجتمع، لتعود مدرجاتنا كما كانت من ذي قبل، أماكن للاحتفال والابتهاج ورسم البسمة على الوجوه، لا أماكن للسب والقذف والقسوة على الغير، فلا أخلاق رياضية في هذه المشاهد القاسية، ولا يعرف القائمون عليها قواعد الرياضة التي يشجعوها..فاستيقموا يرحمكم الله.