يشهد ملف تطوير صناعة الغزل والنسيج والملابس حالة من التكامل، بداية من الزراعة فالصناعة ثم التجارة، مما يمثل خطوة هامة نحو الارتقاء بهذا الملف الحيوى، القادر على الارتقاء بالصادرات، وتحقيق معدلات نمو جيدة، بخلاف توفير فرص عمل لا سيما أن القطاع كثيف العمالة.
وإذا كان التركيز على الصناعة وتطوير المصانع بقرابة 23 مليار جنيه، هو من يتلقى أكبر قدر من الأضواء، فإن ملفى زراعة القطن وتجارته، وتطوير محالج القطن لا يقل أهمية عن الملف الأول، خاصة فى ظل النجاحات الكبيرة التى حققتها وزارة قطاع الأعمال العام فيه منذ سنوات، وما تزال تواصل العمل على ذلك.
ويمكن القول أن ملف تطوير هذا القطاع بدأ من البذرة، وهى بذرة القطن، سواء طويل التيلة أو قصير التيلة، انتهاء بـ "الفتلة"، وهى أول مخرجات القطن فى صورة غزل، تليها مراحل النسيج أو القماش ثم الصباغة، وأخيرا التصنيع ووضع اللمسات الأخيرة والتغليف، وبالطبع التصدير أو البيع فى الأسواق المحلية.
إن الدقة فى إدارة الملف والاهتمام بكل عناصره ومتابعته اليومية من الحكومة وراء تحقيق النجاح المنشود فى الملف، بداية من النجاح فى زراعة القطن قصير التيلة شرق العوينات لأول مرة فى تاريخ مصر، امتدادا للنجاح فى تشغيل وتطوير محالج القطن، ثم تدشين مصانع بدأت تظهر للنور، ولا ينقصها إلا صوت الماكينات وخروج المنتجات، دون إغفال نجاح آلية تداول الأقطان فى كل المحافظات وهى التجربة التى نفذتها الحكومة عبر شركتها القابضة للقطن والغزل والنسيج، وحتى مشاركة القطاع الخاص فى تداول الأقطان بشكل كامل فى العام الثالث للتجربة، وهو العام الماضى.
ما أقصده تحديدا أن تكامل الملفات بشكل منسق، يكون طريقا للنجاح، على غرار ملف تطوير قطاع القطن والغزل والنسيج، والذي من المتوقع أن يحقق نتائج ممتازة، حال الوصول بالصادرات السنوية لنحو 10 مليارات دولار، معتمدا على خبرات عالمية ومحلية وجودة فائقة وفن التسويق والبيع عبر "ech"، هذا الكيان الجديد المتخصص والمسئول عن المبيعات.
وبما أن المدخلات الجيدة أو السليمة تقود لمخرجات ونتائج سليمة، فإن الاهتمام بالبذرة سيؤدى إلى إنتاج ملابس جيدة عبر البراندات الجديدة التى أطلقتها وزارة قطاع الأعمال العام، وهى "نيت" و"نيت بريميوم" و"المحلة"، وهى كفيلة بغزو العالم استنادا على اتفاقيات تجارية مصرية مع أمريكا وأوروبا وأفريقيا والخليج، ومدعومة بعلاقات سياسية باتت أكثر تقاربا وقوة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.