مؤكد أن فعاليات الحوار الوطنى حتى الآن بمثابة بداية حقيقية لانفراجة ديمقراطية وسياسية، تساعد على تحديد أولويات العمل الوطني، وتُدشن لجمهورية جديدة تقبل وتتسع الجميع، فالحوار لم يبدأ بعد، لكن ما جرى من إعداد وفعاليات بمثابة بدايات مبشرة تؤكد أننا أمام حوار جاد، بعدما رأينا الحماس في تقديم الرؤى والأفكار الجديدة، والتوافق على أجندة عمل واضحة، وأمام حوار مجتمعى وليس حوارًا خاصًا بالصفوة أو النخبة.
وأعتقد، أن الواقع حتى الآن كذب من كان يُشكك في جدية الحوار عن طريق الشائعات أو التنظير المتكرر، وخير دليل، قرارات الرئيس المتتالية الخاصة بالعفو الرئاسي عن عدد من المحبوسين، سواء بالإفراج عنهم بقرارات النيابة العامة أو العفو الرئاسي، ليتأكد للجميع أن الدولة والقيادة السياسية تفتح ذراعيها للجميع على أرضية وطنية خالصة وفى إطار من الثوابت الأخلاقية، وأننا أم حوار جاد، فلا داعى للتشكيك أو التردد أو التحجج، والقول بأن الدعوة قد تأخرت أو وصفها بأوصاف لا تليق، فالمهم أننا أمام مرحلة جديدة بوادرها تُنبئ بصدق الرؤى والتطلعات والآمال نحو إرادة صادقة في الإصلاح والتغيير، وخاصة أن هناك بوادر طيبة وملموسة.
لذلك، فالمأمول أن تكون هذه المرحلة لا استثناء فيها ولا إقصاء لأحد، والتكاتف جميعا لبناء حياة حزبية وديمقراطية قوية وفعالة ترتكز على مبدأ توسيع قاعدة المشاركة، لهذا يجب على الجميع أن يضع في الاعتبار، أن الحوار الوطنى بمثابة فرصة ذهبية يجب استغلالها خاصة في ظل تحديات في غاية الصعوبة التي تمر بها المنطقة بل العالم أجمع، مما يستلزم من الجميع تغليب المصلحة العامة على أى مصالح خاصة، والالتفاف حول ما نقاط الاتفاق والبناء عليها ونبذ أى خلافات سابقة من المشهد العام.
وأخيرا.. نقول، إن نجاح الحوار الوطنى يعزز الحياة الحزبية والسياسية ويحقق نهضة تنموية شاملة، لذا يجب التركيز على القضايا الجوهرية في الإصلاح السياسي والاقتصادي بعيدا عن التشكيك والمزايدات والمكايدات أو تصفية الحسابات، والسعى نحو وضع أجندة واقعية ترسم لنا خريطة الجمهورية الجديدة..