فى ظل التطور التكنولوجي، وإدمان مواقع التواصل الاجتماعى يلجأ كثير من الأطفال للألعاب الإلكترونية للتسلية، نعم يجب مساعدة الأطفال على التفكير بشكل مبتكر ومبدع لاستثمار شغفهم من خلال الألعاب الإلكترونية، لكن الخطورة في الاستخدام السيئ، وهنا ندق ناقوس الخطر بعد تنامى هذه الظاهرة في مجتمعنا لما لها من أضرار ومخاطر على الأطفال.
فلك أن تتخيل ماذا سيحدث للطفل عندما يشاهد القوة وأصوات الرصاص والتفجير ومناظر الدم واستخدام الأسلحة، بالطبع ستعزز هذه المشاهد العنف بداخلة وتمنحه الشعور بالقوة والقدرة على التغلب على الخصم، فالخطورة فى أن هذه المشاهد والممارسات في اللعبة تعطى لعقل الطفل رسالة بأن العنف والعدوانية هما السبيل لمواجهة المواقف، وهو ما سيسعى إلى تطبيقه بشكل مباشر أو غير مباشر فى حياته العملية سواء باللعب مع أخوته أو زملائه أو في التعامل مع موقف في الشارع أو المدرسة.
وأعتقد أن هناك كارثة أخرى، وهى الجلوس لساعات طويلة وممارسة هذه الألعاب مما ينتج عن هذا، اندماج كلي بشخصية بطل اللعبة العنيف الذي يسعى للقتل والتدمير من أجل الوصول إلى هدفه، وسيتحول هذا البطل إلى القدوة والنموذج، الذى يسعى الطفل دائما أن يكون شبهه أو مثله غير مفرق بين عالمه الواقعى وهذا العالم الخيالى، وبالتالي عند تعرض الطفل لأى مشكلة سيستدعى عقله صورة هذا البطل، ويتعامل مع حل المشكلة بشكل عنيف.
كما أن الطفل يصبح منعزلاً اجتماعياً ويكون تفاعله مع الآلة، وفي المقابل لا يدرك الفرق بين العالم الافتراضي الذي تفرضه اللعبة والواقع خصوصاً لدى الأطفال الأصغر سناً، حيث أثبتت الدراسات أن الطفل دون السابعة لا يستطيع التمييز بين الخيال والواقع، ويظهر تأثيرها السلبي عند حدوث مشكلة مع الطفل حيث يقوم بحلها بشكل عنيف.
لذا، نتوجه بجرس إنذار لأولياء الأمور، بضرورة اختيار الألعاب المناسبة لسن الطفل والألعاب التي لا تميل للعنف والقوى، بل العمل على مساعدته في اختيار ألعاب تعليمية هادفة ومحفزة للفهم والذكاء، مع ضرورة المراقبة والاطلاع على الألعاب ومعرفة كافة تفاصيلها قبل أن يمارسها الأطفال، وإلا سيقع المحظور..