في ظل عصر الحداثة وانتشار عدة ظواهر جدية على مجتمعاتنا من قبل، فمن الذى علمنا الغش والجشع بعدما كانت القيم أساس للحياة، والأصول عنوان في تعامل المصريين، والمحبة لا ثمن لها، والصدق شعار الجميع؟ أعتقد أن هذا سؤال يجب أن نضعه في الاعتبار، لما آلت إليه منظومة القيم من انحدار بفعل أيادى خبيثة تستغل الفضاء الإلكترونى ليل نهار وبكافة الوسائل والطرق للقضاء على أما أجمل ما فيها.
ومن أخطر هذه الظواهر، أن يصبح الغش حقا مكتسبا، فحرص بعض أولياء الأمور على أن يغش أبنائهم بداعى من الشطارة والفهلوة، وهم لا يبالون ولا يكترثون من جرمهم هذا، ويتناسون أن فعلهم هذا بمثابة فساد ينخر في نخاع المجتمع ويجلب نظاما تعليميا يعترف بالشهادات فقط، وأن يصبح الجشع والاستغلال وقت الأزمات شطارة وتجارة من قبل بعض لا يهمهم إلا جيوبهم وبطونهم حتى ولو كان ذاك على حساب المحتاجين والفقراء، بل الخطر كل الخطر أن هذه الظواهر تمتد إلى جوانب إنسانية ومهن سامية لنصل إلى أن يكون هناك من يقنن الغش، ويعتبر التجارة شطارة، فلا فرق بين الكسب والسلب، وتصبح الفهلوة أسلوب حياة.
لذلك، فإن ما نراه الآن فى ظل أزمة فقدان الضمير يؤكد أننا أمام تآكل للقيم والأخلاق عند البعض في وقت يجب أن يقف الجميع صفا واحدا لمواجهة هذه الآفات المجتمعية، ليتحقق التضامن المجتمعى والتكافل والمسئولية، لكن ما يقوم به البعض من ممارسات وأفعال وتصرفات تقضى على روح العائلة ومظاهر الود والرحمة فيما بيننا، لتضعنا تلك الممارسات والتصرفات السيئة جميعا أمام سؤال، أين نحن من زمان كانت الضحكة من القلب، والبركة فى اللمة، والخير على قدوم الواردين، والجيرة ونس.
لنتتهى في ختام مقالنا بسؤال، متى تنتهى هذه الآفات والأمراض الاجتماعية من حياتنا، وكيف؟