شاهدت مؤخرا الفيلم الهندى "سانجو" وهو يحكى جانبا من حياة الممثل الهندى سنجاى دوت، وكيف أن الحياة غريبة أكثر من اللازم، فلا يمكن لك أبدا أن تتوقع ما يجرى فيها، وهناك دائما جانب غائب عنا لا نعرف كيف نتحكم فيه، كما يؤكد أنه مهما تواجهك من مصاعب فإن الآخرين قد عانوا أكثر وواجهوا الأصعب الذى لن تتخيله.
يحكى الفيلم عن سنجاى دوت، وهو ممثل هندى معروف، نشأ فى أسرة فنية فوالده ممثل ومخرج كبير ووالدته واحدة من أشهر ممثلات الهند، بالتالى المتوقع أن تكون حياته "سهلة وميسرة، لكنها لم تكن كذلك أبدًا، لقد مر بتجارب كثيرة، كان أصعبها عندما وجد نفسه متهما فى أشهر قضية إرهابية فى الهند فى السنوات الأخيرة والمتعلقة بتفجيرات مومباى سنة 1993 .
بالفعل عندما تنظر فى عينى الممثل الهندى سنجاى دوت ستعرف أن تجربة كبيرة قد نفذت من هاتين العينين، وأن الروح متعبة، وأن ما لقيه ليس سهلا، فهذا الممثل حسب الفيلم، عاش أكثر من حياة، فى الأولى كان طفلا مدللا لوالدته، وفى الثانية صار ممثلا شابا يأخذ فرصة لم يحصل عليها غيره، وفى الثالثة أصبح مدمنا لجميع أنواع المخدرات، وفى الرابعة راح يتعافى من الإدمان ويدافع عن وجوده بكل الصور الممكنة، وفى الخامسة رأيناه خائفا على والده لذا اشترى سلاحا خوفا من التهديدات التي كانت تصلهم في البيت، ومن حظه السيء أن الذين اشترى منهم السلاح كانوا ضمن المتورطين فى هذه التفجيرات الإرهابية، وفى السادسة صار معتقلا نحو 18 شهرا بتهمة الإرهاب، وفى السابعة صار سجينا 5 سنوات بتهمة حيازة سلاح.
إنها حياة صعبة، وجد سنجاى دوت نفسه يعيشها، ووجد نفسه دائم السعى للخروج من براثنها، لكن لا أحد يساعده، حتى الصحافة لم تقم معه بدورها الحقيقي، لقد حولته لمادة تصلح للشو، ولبيع المزيد من الطبعات.
في وقت ما من حياة سنجاي دوت كان يتمنى أن يعيش حياة عادية، لا شهرة ولا تهم بالإرهاب، حياة بسيطة، يجلس فيها لمشاهدة فيلم هندى لطيف.