علينا جميعا أن ننشغل بمسألة التعليم فى وطننا، لأن لا شيء يدخل بنا إلى رحابة الحياة مثل التعليم الجيد، وذلك لأنه ينعكس بشكل مباشر على ثقافتنا وطريقة تعاملنا مع كل شيء، مع أنفسنا ومع الآخرين، وبالتالى فإن تضمين الثقافة مع التعليم ليس رفاعية، أبدًا، بل ضرورة وواجب.
ومؤخرا نشر الكاتب والروائى إبراهيم فرغلي، على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" بوست موجه لوزير التربية والتعليم يقول فيه "إلى وزير التعليم، الموسيقى والمسرح والفلسفة والفكر والفن، وحصص للقراءة والنقد وزيارات الكتاب والفنانين للمدارس واللقاء مع الطلبة وفق خطة طويلة الأجل. هذه هى المواد الأساسية لتطوير التعليم.. وتطوير شخصية المتعلم ليكون إنسانا متوازنا يتحلى بعقلية نقدية وإنسانية وذائقة فنية" وقد دفعنى هذا البوست المهم للتساؤل: لماذا لا يذهب المبدعون إلى المدارس؟
هناك حلقة ناقصة بين المبدعين والمدرسة، فلا أحد يوجه إليهم الدعوة بالزيارة، وهم لا يهتمون ولا يسعون بأن يكونوا موجودين وسط احتفالية يعرفون مسبقا أنها ستكون شكلية، لكن ماذا لو فعَّلنا ذلك حقيقة وبجدوى، وسهل أن يحدث ذلك عبر قصور الثقافة، نعم ماذا يحدث لو قامت قصور الثقافة بدورها المهم فى القضاء على هذا التباعد، وعملت بالفعل على وجود عدد من المثقفين والكتاب والفنانين فى المدارس خاصة الموجودة فى القرى البعيدة، حيث يمكن لأبناء الإقليم نفسه أن يتواجدوا أن يحكوا تجاربهم أن يقدموا ورش عمل، وغير ذلك من الفعاليات المهمة التى ستصنع فى النهاية جيلا من المتعلمين المثقفين.
جميعنا يعرف أن التعليم ليس مجرد جمع معلومات ولا حتى بناء طفل قادر على التفكير، بل الأهم بناء طفل قادر على التفكير الصحيح، التفكير العلمى الذى يميز بين الصواب والخطأ بين التطرف والاعتدال، الطفل الذى ذاقت روحه الفن، فعرف قيمة الحياة.
نعم، مسألة التعليم ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة، هى فقط تحتاج رؤية، وأن يقوم كل واحد منها بدوره.