أكبر الخسائر التى تواجه الأوطان أن يموت شعراؤها، وفى عصرنا الحديث كان رحيل صلاح عبد الصبور خسارة كبيرة، نحاول أن نخفف منه بالمحافظة على أثره، وأثره هو الكتب التى تركها من دواوين ومسرحيات ومقالات وترجمات ومقالات وغير ذلك.
وتمر اليوم ذكرى رحيل شاعر مصر الكبير صلاح عبد الصبور، الذى توفى فى 13 أغسطس 1981، والذى مات فجأة، ولم يتجاوز الخمسين من عمره، ولم ينته من قصيدته، فقد كان لديه ما يود قوله لكننا حرمنا من ذلك.
وأتذكر منذ سنوات بعيدة انتشرت عند تجار كتب سور الأزبكية الأعمال الكاملة لصلاح عبد الصبور، وهى تتكون، إن لم تخنى الذاكرة، من أحد عشر كتابا تشمل إلى جانب القصائد الشعرية والمسرحيات ما كتبه صلاح عبد الصبور من مقالات ودراسات وما قام به من ترجمات وغير ذلك الكثير، وكان من الواضح أن هذه الكتب خرجت من مخازن الهيئة المصرية العامة للكتاب مباشرة إلى سور الأزبكية، ويومها قلت لعل هيئة الكتاب ورجالها فعلوا ذلك كى يعيدوا نشر هذه الأعمال فى طبعة جديدة، لكن ذلك لم يحدث.
فى عهد الدكتور أحمد مجاهد قامت الهيئة بإعادة نشر الدواوين الشعرية، وفى عهد الدكتور هيثم الحاج على قامت الهيئة بنشر المسرحيات، لكن لم يلتفت أحد مرة ثانية إلى الكتب الأخرى التى تمثل تراث صلاح عبد الصبور، والتى تعبر بصدق عن مرحلة مهمة من تاريخ مصر الثقافى والاجتماعى.
نعرف جميعا أن صلاح عبد الصبور سوف يعيش كثيرًا، وستعيش نصوصه أيضا، وسيظل محفزًا قويًا ودافعًا لكل المفتونين بالكتابة والشغوفين بالإنسانية، لذا نتمنى من هيئة الكتاب أن تهتم وأن تفكر جديا فى نشر الأعمال الكاملة لصلاح عبد الصبور