مؤكد أن الحياة فى ظل عصر الحداثة اختلفت اختلافا كبيرا عن ما كانت عليه من قبل، خاصة فيما يتعلق بمنظومة القيم والثوابت الأخلاقية والإنسانية، فكم من الجرائم الأخلاقية والعائلية التى تحدث الآن..؟ وكم من ظواهر مؤسفة طالت الأسرة وضربت أركانها فى مقتل بسبب انتشار السوشيال ميديا التى أصبحت الحياة بدونها مستحيلة.. !
وأعتقد أن كلمة السر وراء هذا التدهور هو انتشار مواقع السوشيال ميديا كما ذكرنا، واستخدامها بشكل سلبى رغم إيجابياتها المتعددة، ونموذجا، هناك ما يُسمى بالترند الذى جعل رمزا معروفا يعرض أفكارا قد عفى عليها الزمن لخلق حالة من الجدل يعمد من ورائها إلى الظهور وإثارة الرأي العام، وهو من يجعل شيخا يتلون ويتكلم في المسكوت عنه، ويبذل قصارى جهده في الغير مفيد ويستشهد بكل ما هو ضعيف وشاذ.
غير أن من المؤسف، أن هناك وسائل إعلام تقع يوميا فى فخ الترند، وتبحث عن كل ما هو يخالف الذوق العام، وتتسابق في نشر حالات فردية، مثلما نرى الحال في استضافة ما يسمون بمطربى المهرجانات، بل أن الكارثة أنها تستضيف حالات شاذة لا تعبر عن المجتمع ولا قيمه، كل ذلك بهدف الانتشار وجمع اللايكات دون اعتبار للمجتمع ولا لقيمه.
بل الخطورة، أن هذا الترند طال الأسرة وأعمدتها، فجعل نساء تعرض أدق تفاصيل حياتها وأسرارها على الملأ بمواقع التواصل الاجتماعى، وهو أيضا من جعل بعضهن يعرضن المفاتن والخصوصيات دون وازع ولا رادع، فرأينا من تتراقص من أجل الترند، بل أن الصغار والأطفال لم يسلموا من هذا الفخ، فهناك أسر تستغل أطفالها سواء بعرض فيديوهات لهم مضحكة أو توظيفهم في قصص وهمية وحكايات غريبة وعجيبة من أجل الترند.
ختاما.. علينا أن نعلم أن ما يحدث من الوقوع في فخ الترند أمر جلل وخطير يدفع ثمنه المجتمع والوطن، لأنه انتهاك صريح واضح وقتل مع سبق الإصرار والترصد لمنظومة القيم فى المجتمعات، وضرب للعلاقات الاجتماعية في مقتل، وتهديد لسلامة الإنسان صحيا واجتماعيا ونفسيا..